نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 217
قضى أعمالكم؟ قيل له: ان اللّٰه تعالى قضى الطاعة إذا أمر بها و لم يقض الكفر و الفجور و الفسوق.
فان قال: فما الدليل على ما قلتم؟ قيل له: من الدليل على ذلك قول الخالق الصادق عز و جل: و اللّٰه يقضي بالحق و هو خير الفاصلين [1] فعلمنا انه يقضي بالحق و لا يقضي بالباطل، لانه لو جاز أن يتمدح بأنه يقضي بالحق و هو يقضي غير الحق و يقضي بالباطل لجاز ان يقول: و اللّٰه يقول الحق و هو يقول غير الحق، فلما كان قوله و اللّٰه يقول الحق دليلا على انه لا يقول غير الحق كان قوله يقضي الحق دليلا على أنه لا يقضي غير الحق.
و يدل على ذلك قوله تعالى وَ اللّٰهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ[2]، فعلمنا انه يقضي بالحق و لا يقضي بالجور.
و يدل على ذلك أيضا قوله تعالى وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلّٰا تَعْبُدُوا إِلّٰا إِيّٰاهُ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً[3]، فعلمنا أنه لم يقض عبادة الأصنام و الأوثان و لا عقوق الوالدين.
و مما يبين ذلك أيضا أن اللّٰه أوجب علينا أن نرضى بقضائه و لا نسخطه، و أوجب علينا أن نسخط الكفر و لا نرضاه، فعلمنا أن الكفر ليس من قضاء ربنا.
و مما يبين ذلك أن اللّٰه تعالى أوجب علينا أن ننكر المنكر و أن نمنع الظلم، فلو كان الظلم من قضاء ربنا كان أوجب علينا ان ننكر قضاءه و قدره، فلما لم يجز أن يوجب اللّٰه تعالى إنكار قضائه و لا رد قدره، علمنا أن الظلم ليس من قضائه و لا قدره.
و أيضا قال اللّٰه تعالى في كتابه وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ[4] و قال:
[1] اتفقت النسخ على هذا، و الآية في سورة الانعام 57 هكذا «إِنِ الْحُكْمُ إِلّٰا لِلّٰهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفٰاصِلِينَ».