قد كان الاولى ان لا ندل على مثل هذه المسألة اعني ان أفعال العباد فعلهم و خلقهم لان المنكر لذلك ينكر المحسوسات التي قد تبين صحتها، و لو لا ما رجوته من زوال شبهة، و من وضوح [2] حجة تحصل لقارئ كتابي هذا لما كان هذا الباب مما ينتشر فيه القول.
و لا أعجب ممن ينفي فعله مع علمه بأنه يقع بحسب اختياره و دواعيه و مقاصده، نعوذ باللّٰه من الجهل، فإنه إذا استولى و غمر طبق و عم، و قد قال الرسول الصادق (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم): حبك الشيء [3] يعمي و يصم.
و قد قال اللّٰه سبحانه في قوم عرفوا ثم عاندوا [4]وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[5].