نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 399
و على ما كان ابن عباس (رضي اللّٰه عنه) يقوله و يعلن به و هو «ما أحب عليا الا رجل طاهر الولادة، و لا أبغضه رجل الا و شارك أباه الشيطان في أمه، و هو ولد الزنا الى يوم القيامة» [1].
و على قول النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) من قبل: بوروا أولادكم بحب علي [2] و قد ذكره ابن دريد في الجمهرة، فمن وجدتموه له محبا فهو لرشده، و من وجدتموه له مبغضا فهو لزنية.
أ فليس قد صار فساد المولد العلامة على فساد المذهب، و فساد المذهب علامة على فساد المولد، فكيف يصح مع هذا أن يخرج من مخالف للحق و ناكب عنه من يعتقده و يدين به و يقبض عليه؟
فكيف يمكن نفي ذلك، مع إجماعها أيضا على أن المؤمن قد يلد كافرا، و أن الكافر قد يلد مؤمنا، حتى تأولت قول اللّٰه تعالى تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ[3] على ذلك. و العيان يقتضيه، و العلم بمحمد بن أبي بكر و من جرى مجراه يؤكده، و الامتناع من تركنا قول من علمنا إياه ناصبا، و عن إخراج حق الامام ناكبا، إذا اعتقد الحق و أظهره، و مؤاخاتنا له و حبنا إياه يؤكد ذلك.
و قد كان يجب الا بعد [4] بمن جاءنا موافقا لنا، إذا كنا عالمين بخلاف اللّٰه، و أنه كان مسافحا لامتناعه من إخراج حقوق الامام (عليه السلام) اليه، مع أنه لم يحلله منها. فلينعم بما عنده في ذلك واضحا جليا إن شاء اللّٰه تعالى.
[1] رواه جماعة من أعلام القوم عن ابن عباس، راجع إحقاق الحق 7- 225.