نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 111
[1] فرغبهما في أن يكونا ملكين، و لا يجوز أن يرغبهما بأن يعصيا اللّٰه تعالى حتى ينتقلا الى الحال التي هي دون حالهما، و حالهما هي أفضل منها.
و هي شبهة لها روعة و لا محصل لها عند التفتيش، لان الفضل الذي هو كثير الثواب لا يجوز أن يستحق إلا بالأعمال، و هي [2] صارت خلقته خلقة الملك لا يجوز أن يكون ثوابه مثل ثواب الملك.
و انما رغبهما في أن ينتقلا إلى صورة الملائكة و خلقهم، لا الى ثوابهم ما تجزأ [3] على أعمالهم، لان الجزاء على الاعمال تابع لها، و لا يتغير بانقلاب الخلق و الصورة، فبطل أن يكون في هذه الآية دلالة على موضع الخلاف.
و أيضا فإن المعتزلة يجوزون على الأنبياء الصغائر من الذنوب:
فيقال لهم: ان يكن آدم (عليه السلام) اعتقد أن الملائكة أفضل من الأنبياء، و كان ذلك ذنبا صغيرا منه، فرغب في حال الملائكة و الانتقال إليها، بناء على هذا الخطأ، و لا تكون الآية دالة في الحقيقة على أن الملائكة أفضل من الأنبياء.
و مما قيل في هذه الآية: ان قوله «إِلّٰا أَنْ تَكُونٰا مَلَكَيْنِ» أن يراد به الا أن يصيرا و ينقلبا الى هذه الحالة، و انما أراد إبليس التلبيس عليهما و إيهامهما أن المنهي عن أكل الشجرة غيرهما، فإن النهي عن تناول الشجر اختص به الملائكة و الخالدون. و يجري ذلك مجرى قول أحدنا: ما نهيت عن دخول الدار زيدا دونك.