وَ لَا هُفَّةٌ[1].
فَقَالَ لَهَا: ادْنِي مِنِّي. فَدِنْتُ مِنْهُ، فَقَالَ لَهَا: أَدْخِلِي يَدَكِ بَيْنَ ظَهْرِي وَ ثَوْبِي. فَإِذَا هِيَ بِحَجَرٍ بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَرْبُوطٍ بِعِمَامَتِهِ إِلَى صَدْرِهِ، فَصَاحَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) صَيْحَةً شَدِيدَةً، وَ قَالَ: مَا أُوقِدَتْ فِي بُيُوتِ[2] آلِ مُحَمَّدٍ نَارٌ مُنْذُ شَهْرٍ.
ثُمَّ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَ تَدْرِينَ مَا مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ؟ كَفَانِي أَمْرِي وَ هُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيَّ بِالسَّيْفِ وَ هُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ قَتَلَ الْأَبْطَالَ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ فَرَّجَ هُمُومِي وَ هُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَ رَفَعَ بَابَ خَيْبَرَ وَ هُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً[3] وَ كَانَ لَا[4] يَرْفَعُهُ خَمْسُونَ رَجُلًا.
فَأَشْرَقَ لَوْنُ فَاطِمَةَ، وَ لَمْ تَقَرَّ قَدَمَاهَا مَكَانَهَا حَتَّى أَتَتْ عَلِيّاً، فَإِذَا الْبَيْتُ قَدْ أَنَارَ لِنُورِ[5] وَجْهِهَا، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا ابْنَةَ مُحَمَّدٍ، لَقَدْ خَرَجْتِ مِنْ عِنْدِي وَ وَجْهُكِ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْحَالِ!
فَقَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ حَدَّثَنِي بِفَضْلِكَ، فَمَا تَمَالَكْتُ حَتَّى جِئْتُكَ.
فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ لَوْ حَدَّثَكِ[6] بِكُلِّ فَضْلِي؟![7].
9/ 9- وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْعِجْلِيُّ الْقَرْمِيسِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بِنْتِ إِلْيَاسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا[8]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ
[1] السُّفَّةُ: ما ينسج من الخوص كالزبيل، و الهفة: السّحاب الّذي لا ماء فيه. أيّ لا مشروب في بيتك و لا مأكول، النّهاية 5: 267.
[2]( بيوت) ليس في« م، ع».
[3] في« ط»: نيّف و عشرين.
[4]( لا) ليس في« م».
[5] في« ط» بنور.
[6] في« م، ع»: و لو حدّثتك.
[7] أمالي الصّدوق: 326/ 13 و أمالي الطّوسيّ 2: 54 قطعة منه.
[8]( قال حدّثني محمّد بن الحسن ... الرّضا) ليس في« ط، م»، انظر رجال النّجاشيّ: 39، معجم رجال الحديث 5: 34.