responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الإمامة - ط مؤسسة البعثة نویسنده : الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 235

يَرْمِي مِثْلَ هَذَا الرَّمْيِ، أَيْنَ رَمْيُ جَعْفَرٍ مِنْ رَمْيِكَ؟

فَقَالَ: إِنَّا نَحْنُ نَتَوَارَثُ الْكَمَالَ وَ التَّمَامَ اللَّذَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً[1] وَ الْأَرْضُ لَا تَخْلُو مِمَّنْ يَكْمُلُ‌[2] هَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِي يُقَصِّرُ عَنْهَا غَيْرُنَا.

قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ أَبِي انْقَلَبَتْ عَيْنُهُ الْيُمْنَى فَاحْوَلَّتْ وَ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَامَةُ غَضَبِهِ إِذَا غَضِبَ، ثُمَّ أَطْرَقَ هُنَيْئَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لِأَبِي: أَ لَسْنَا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ نَسَبُنَا وَ نَسَبُكُمْ وَاحِدٌ؟ فَقَالَ أَبِي: نَحْنُ كَذَلِكَ، وَ لَكِنَّ اللَّهَ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) اخْتَصَّنَا مِنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ وَ خَالِصِ عِلْمِهِ، بِمَا لَمْ يَخْتَصَّ أَحَداً بِهِ غَيْرَنَا.

فَقَالَ: أَ لَيْسَ اللَّهُ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ شَجَرَةِ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، أَبْيَضِهَا وَ أَسْوَدِهَا وَ أَحْمَرِهَا، مِنْ أَيْنَ وَرِثْتُمْ مَا لَيْسَ لِغَيْرِكُمْ؟ وَ رَسُولُ اللَّهِ مَبْعُوثٌ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ (تَبَارَكَ وَ تَعَالَى): وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ*[3] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَمَنْ أَيْنَ وَرِثْتُمْ هَذَا الْعِلْمَ وَ لَيْسَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ وَ لَا أَنْتُمْ أَنْبِيَاءُ؟

فَقَالَ: مِنْ قَوْلِهِ (تَعَالَى) لِنَبِيِّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‌[4] فَالَّذِي أَبْدَاهُ فَهُوَ لِلنَّاسِ كَافَّةً، وَ الَّذِي لَمْ يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ، أَمَرَ اللَّهُ (تَعَالَى) أَنْ يَخُصَّنَا بِهِ مِنْ دُونِ غَيْرِنَا.

فَلِذَلِكَ كَانَ يُنَاجِي أَخَاهُ عَلِيّاً مِنْ دُونِ أَصْحَابِهِ، وَ أَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى): وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ[5] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِأَصْحَابِهِ: سَأَلْتُ اللَّهَ (تَعَالَى) أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيُّ، فَلِذَلِكَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِالْكُوفَةِ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ يَفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ، خَصَّهُ بِهِ رَسُولُ‌


[1] المائدة 5: 3.

[2] في« ط»: يعني و رضيت لكم الاسلام دينا فالأرض ممّن يكمل دينه لا تخلو، فكان ذلك علامة، و في« م»:

و الأرض لا تخلو ممّن يكمل وجهه، و كان ذلك علامة.

[3] آل عمران 3: 180، الحديد 57: 10.

[4] القيامة 75: 16.

[5] الحاقّة 69: 12.

نام کتاب : دلائل الإمامة - ط مؤسسة البعثة نویسنده : الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست