أَبِي جَعْفَرٍ بِكَلِمَةٍ لَمْ يَرَ تَأْوِيلَهَا، يَقُولُ: هَذَا غَلَطٌ[1].
148/ 12- وَ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَ مَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَ هُوَ زَمِيلُهُ فِي مَحْمِلِهِ، فَنَظَرَ إِلَى زَوْجِ وَرَشَانٍ[2] فِي جَانِبِ الْمَحْمِلِ مَعَهُ، فَرَفَعَ أَبُو أُمَيَّةَ يَدَهُ لِيُنَحِّيَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: مَهْلًا، فَإِنَّ هَذَا الطَّيْرَ جَاءَ يَسْتَجِيرُ بِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ حَيَّةً تُؤْذِيهِ، وَ تَأْكُلُ فِرَاخَهُ كُلَّ سَنَةٍ، وَ قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ لَهُ أَنْ يَدْفَعَهَا[3] عَنْهُ، وَ قَدْ فَعَلَ[4].
149/ 13- وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ نَسِيرُ، أَنَا عَلَى حِمَارٍ لِي، وَ هُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ذِئْبٌ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَحَبَسَ لَهُ الْبَغْلَةَ حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرَبُوسَ السَّرْجِ، وَ مَدَّ عُنُقَهُ إِلَيْهِ وَ أَدْنَى أَبُو جَعْفَرٍ أُذُنَهُ مِنْهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: امْضِ فَقَدْ فَعَلْتُ.
فَرَجَعَ مُهَرْوِلًا.
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ رَأَيْتُ عَجِيباً!
فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ؟
قُلْتُ: اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ.
فَقَالَ: ذَكَرَ أَنَّ زَوْجَتَهُ فِي هَذَا الْجَبَلِ، وَ قَدْ عَسُرَتْ عَلَيْهَا وِلَادَتُهَا، فَادْعُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَنْ يُخَلِّصَهَا، وَ أَنْ لَا يُسَلِّطَ شَيْئاً مِنْ نَسْلِي عَلَى أَحَدٍ مِنْ شِيعَتِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. فَقُلْتُ:
قَدْ فَعَلْتُ[5].
[1] الخرائج و الجرائح 1: 289/ 23، مناقب ابن شهرآشوب 4: 192، كشف الغمة 2: 146، الفصول المهمة: 218، مدينة المعاجز: 323/ 12، نور الأبصار: 291.
[2] الورشان: طائر من الفصيلة الحمامية، أكبر قليلا من الحمامة المعروفة.
[3] في« ع، م»: يدفع.
[4] بصائر الدرجات: 364/ 16، مدينة المعاجز: 324/ 13.
[5] بصائر الدرجات: 371/ 12، الاختصاص: 300، مناقب ابن شهرآشوب 4: 189.