قوله
: فإنّ كبره[١]مع عدم قدرته على دفع الحيّة والعقرب ، إذا لم
يره في الحبس لظلمته كالطفل ، بل وكالحيوانات الّتي لا شعور لها .. إلى آخره[٢].
غير خفيّ أنّ
لدغ الحيّة والعقرب متعارف شائع في الكبار ، بل ربّما كان فيهم أكثر ، والقدرة على
الدفع من الفروض النادرة البعيدة ، والعقرب لدغ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « لعنك الله ، لا تدع البرّ ولا الفاجر » [٣] ، وأمّا وقوع
الحائط فأظهر.
نعم ، لو ظهر
أنّه أمكنه الفرار ولم يكن غفلة ولا دهشة فبقي عمدا عالما مختارا حتّى لدغه أو وقع
تحت الحائط ، أمكن الفرق ، لكنّه حينئذ يكون مجنونا ، إلّا أن يكون يريد قتل نفسه
لغرض من الأغراض ، والظاهر أنّه لا يكون إلّا من حمق أو جنون ، فتأمّل!
قوله
: وسبب الضمان منحصر في ذلك ، بخلاف ما لو استعمله ، فإنّه أخذ منه ماله عوض بلا
عوض[٤]، فكأنّه
غصب منه مالا وحقّا أو أتلفه فيضمن.
ليس كذلك ، بل
حديث : « لا ضرر ولا ضرار » [٧] وما سيذكرهرحمهالله أيضا دليل وسبب ، مع أنّ عمله حقّ وله عوض قطعا ، كما
اعترف به ، ولذلك يستحقّ بالاستخدام العوض ، ويصير في الإجارة عوض الأجرة المسمّاة
، وفي بعض