responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 75
فيها أحسن حالا من المثقل [1] فارتد لنفسك قبل نزولك [2] واعلم أن الذي بيده ملكوت خزائن الدنيا والآخرة قد أذن بدعائك وتكفل بإجابتك وأمرك أن تسأله ليعطيك وهو رحيم، لم يجعل بينك وبينه ترجمانا. ولم يحجبك عنه. ولم يلجئك إلى من يشفع إليه لك. ولم يمنعك إن أسأت التوبة [3]. ولم يعيرك بالانابة. ولم يعاجلك بالنقمة. ولم يفضحك حيث تعرضت للفضيحة. ولم يناقشك بالجريمة. ولم يؤيسك من الرحمة. ولم يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب حسنة [4]. وحسب سيئتك واحدة. وحسب حسنتك عشرا. وفتح لك باب المتاب والاستيناف [5]، فمتى شئت سمع نداءك ونجواك فأفضيت إليه بحاجتك [6] وأنبأته عن ذات نفسك وشكوت إليه همومك واستعنته على امورك وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرك [7] ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه فألحح [8] في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه، فألحح ولا يقنطك إن أبطأت عنك الاجابة فإن العطية على قدر المسألة وربما اخرت عنك الاجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية وربما سألت الشئ فلم تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله [ أ ] وينفى عنك وباله والمال لا يبقى له ولا تبقى له، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.

[1] الكؤود: صعبة شاقة المصعد. والمخف بالضم فالكسر: الذى خفف حمله، بعكس المثقل. وفى النهج [ المخف فيها أحسن حالا من المثقل والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع وأن مهبطك بها لا محالة على جنة أو على نار ] وفى بعض النسخ [ مهبطها بك ].
[2] فارتد لنفسك أصله من راد يرود إذا طلب وتفقد وتهيأ مكانا لينزل إليها والمراد ابعث رائدا.
[3] التوبة مفعول لقوله عليه السلام " ولم يمنعك ". وفى النهج [ ولم يمنعك ان أسأت من التوبه ]. والانابة الرجوع إلى الله.
[4] النزوع: الرجوع والكف.
[5] المتاب: التوبة. والاستئناف: الاخذ في الشئ وابتداؤه. وفى بعض النسخ [ استيتاب ].
[6] افضيت: ألقيت وأبلغت إليه.
[7] المناجاة: المكالمة سرا.
[8] يقال: ألح في السؤال: ألحف فيه وأقبل عليه مواظبا. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست