responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 74
ما اعرف هذا وما أراه كان وما أظن أن يكون وأنى كان ؟ وذلك لثقته برأيه وقلة معرفته بجهالته، فما ينفك بما يرى مما يلتبس عليه رأيه مما لا يعرف للجهل مستفيدا وللحق منكرا وفي الجهالة متحيرا وعن طلب العلم مستكبرا. أي بني تفهم وصيتي واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم وأحسن كما تحب أن يحسن إليك. واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس لك ما ترضى به لهم منك [1] ولا تقل بما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، ولا تقل مالا تحب أن يقال لك. واعلم أن الاعجاب ضد الصواب وآفة الالباب [2] فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك. واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة بعيدة وأهوال شديدة وأنه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد [3] وقدر بلاغك من الزاد [4] مع خفة الظهر، فلا تحملن على ظهرك فوق بلاغك، فيكون ثقلا ووبالا عليك وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج إليه فاغتنمه، واغتنم من استقرضك [5] في حال غناك و اجعل وقد قضائك في يوم عسرتك [6]. واعلم أن أمامك عقبة كؤودا لا محالة مهبطا بك على جنة أو على نار، المخف

[1] فارض من الناس إذا عاملوك بمثل ما تعاملهم ولا تطلب منهم أزيد مما تقدم لهم.
[2] الاعجاب: استحسان ما يصدر عن النفس.
[3] الارتياد: الطلب أصله واوى من راد يرود وحسن الارتياد: إتيانه من وجهه.
[4] البلاغ بالفتح: الكفاية أي ما يكفى من العيش ولا يفضل.
[5] في قوله: " من استقرضك إلخ " حث على الصدقة والمراد انك إذا أنفقت المال على الفقراء وأهل الحاجة كان أجر ذلك وثوابه ذخيرة لك تنالها في القيامة فكأنهم حملوا عنك زادا ويؤدونه اليك وقت الحاجة.
[6] كذا وفى النهج [ واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك ]. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست