responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 72
ونظرك فاعلم أنك إنما تخبط خبط العشواء [1] وليس طالب الدين من خبط ولا خلط والامساك عند ذلك أمثل [2]. وإن أول ما أبدأ به من ذلك وآخره أني أحمد إليك إلهي وإلهك وإله آبائك الاولين والآخرين ورب من في السماوات والارضين بما هو أهله [ و ] كما هو أهله وكما يحب وينبغي ونسأله أن يصلي عنا على نبينا صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته وعلى أنبياء الله ورسله بصلاة جميع من صلى عليه من خلقه وأن يتم نعمه علينا فيما وفقنا له من مسألته بالاجابة لنا فإن بنعمته تتم الصالحات. فتفهم أي بني وصيتي واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة وأن الخالق هو المميت وأن المفني هو المعيد وأن المبتلي هو المعافي وأن الدنيا لم تكن لتستقيم إلا على ما خلقها الله تبارك وتعالى عليه من النعماء والابتلاء والجزاء في المعاد أو ما شاء مما لا نعلم، فإن أشكل عليك شئ من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت [ خلقت ] جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الامر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك ورزقك وسواك وليكن له تعمدك [3] وإليه رغبتك ومنه شفقتك. واعلم [ يا بني ] أن أحدا لم ينبئ عن الله تبارك وتعالى كما أنبأ عنه نبينا صلى الله عليه وآله فارض به رائدا [4] [ وإلى النجاة قائدا ] فإني لم آلك نصيحة [5] وإنك لم تبلغ في النظر لنفسك [ وإن اجتهدت مبلغ ] نظري لك. واعلم [ يا بني ] أنه لو كان لربك شريك لاتتك رسله ولرايت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت صفته

[1] العشواء: الضعيفة البصر أي تخبط خبط الناقة العشواء لا تأمن أن تسقط فيما لا خلاص منه. واشعار لفظ الخبط له باعتبار أنه طالب للعلم من غير استكمال شرائط الطلب وعلى غير وجهه فهو متعسف، سالك على غير طريق المطلوب كالناقة العشواء.
[2] لان كف النفس عن الخبط والخلط في أمر الدين أقرب إلى الخير.
[3] في النهج [ تعبدك ].
[4] الرائد: هو الذى يذهب لطلب المنزل لصاحبه أو من ترسله في طلب الكلاء ليتعرف موقعه والرسول قد عرف عن الله وأخبرنا، فهو رائد سعادتنا.
[5] أي لم اقصر في نصيحتك. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست