responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 504
الارض وليس كلها تسكن. وما أكثر المتكلمين وليس كل كلامهم يصدق، فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف منكسي رؤوسهم إلى الارض يزورون [1] به الخطايا يرمقون من تحت حواجبهم [2] كما ترمق الذئاب وقولهم يخالف فعلهم، وهل يجتنى من العوسج العنب ومن الحنظل التين، وكذلك لا يؤثر قول العالم الكاذب إلا زورا وليس كل من يقول يصدق. بحق أقول لكم: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا وكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، ألم تعلموا أنه من شمخ برأسه إلى السقف شجه، ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه ومن تواضع لله رفعه. إنه ليس على كل حال يصلح العسل في الزقاق [3] وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر الحكمة فيها، إن الزق ما لم ينخرق أو يقحل أو يتفل فسوف يكون للعسل وعاء وكذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسها النعيم فسوف تكون أوعية للحكمة. بحق أقول لكم: إن الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة إلا أن يستدرك البيت الاول فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار معملا وكذلك الظالم الاول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمون به كما لو لم تجد النار في البيت الاول خشبا وألواحا لم تحرق شيئا. بحق أقول لكم: من نظر إلى الحية تؤم أخاه لتلدغه ولم يحذره حتى قتلته فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه وكذلك من نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة ولم يحذره عاقبتها حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه. ومن قدر على أن يغير

[1] زور: زين الكذب. الزور: الكذب والباطل.
[2] في بعض النسخ [ يطرفون من تحت حواجبهم ] أي ينظرون من تحتها. ورمقته ارمقه أي نظرت إليه.
[3] الزقاق - بكسر الزاى وفتح القاف -: جمع زق - بالكسر فالتشديد -: السقاء أو جلد يجز ولا ينتف ويستعمل للزيت والسمن والعسل والماء وغيرها ويقال له بالفارسية " خيك ". ويقحل - بالقاف والحاء المهملة -: ييبس. وتفل - كعلم -: تغيرت رائحته. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست