responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 505
الظالم ثم لم يغيره فهو كفاعله [1]، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم لا ينهى ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يغترون، فحسب أن يقول أحدكم: لا أظلم ومن شاء فليظلم ويرى الظلم فلا يغيره. فلو كان الامر على ما تقولون لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم حين تنزل بهم العثرة في الدنيا. ويلكم يا عبيد السوء كيف ترجون أن يؤمنكم الله من فزع يوم القيامة وأنتم تخافون الناس في طاعة الله وتطيعونهم في معصيته وتفون لهم بالعهود الناقضة لعهده. بحق أقول لكم: لا يؤمن الله من فزع ذلك اليوم من اتخذ العباد أربابا من دونه. ويلكم يا عبيد السوء من أجل دنيا دنية وشهوة ردية تفرطون في ملك الجنة وتنسون هول يوم القيامة. ويلكم يا عبيد الدنيا من أجل نعمة زائلة وحياة منقطعة تفرون من الله وتكرهون لقاءه، فكيف يحب الله لقاءكم وأنتم تكرهون لقاءه، فإنما يحب الله لقاء من يحب لقاءه ويكره لقاء من يكره لقاءه. وكيف تزعمون أنكم أولياء الله من دون الناس وأنتم تفرون من الموت وتعتصمون بالدنيا. فماذا يغني عن الميت

[1] وقد كان لمولانا الحسين عليه السلام كلام في هذا المقام قبل واقعة الطف ذكره الطبري في تاريخه ونذكره هنا لمناسبة المقام ليعلم القارئ روح نهضته وقيامه واقدامه المنجر بالشهادة مع أصحابه نقل الطبري في تاريخه: عن أبى مخنف، عن عقبة بن أبى العيزار قال: إن الحسين عليه السلام خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله " ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيئ، أحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غير، وقد أتتنى كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني ولا تخذلونى، فان تممتم على بيعتكم. تصيبوا رشدكم فانا الحسين بن على وابن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع اهليكم فلكم في اسوة. وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتى من اعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبى واخى وابن عمى مسلم والمغرور من اغتر بكم، فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم. ومن نكث فانما ينكث على نفسه وسيغنى الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست