responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 179
أن تخاف على نفسك وأن تحذر فيه على دينك وإن لم تكن إلا ساعة من النهار. فإن استطعت أن لا تسخط ربك برضى أحد من خلقه فافعل، فإن في الله خلفا من غيره ولا في شئ خلف من الله. اشدد على الظالم وخذ على يديه [1]. ولن لاهل الخير وقربهم منك واجعلهم بطانتك وإخوانك. ثم انظر صلاتك كيف هي، فإنك إمام. وليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلاتهم تقصير إلا كان عليه أوزارهم ولا ينتقص من صلاتهم شئ ولا يتممها إلا كان له مثل أجورهم ولا ينتقص من أجورهم شئ. وانظر الوضوء، فإنه تمام الصلاة ولا صلاة لمن لا وضوء له. واعلم أن كل شئ من عملك تابع لصلاتك. واعلم أنه من ضيع الصلاة، فإنه لغير الصلاة من شرايع الاسلام أضيع. وإن استطعتم يا أهل مصر أن يصدق قولكم فعلكم وسركم علانيتكم ولا تخالف ألسنتكم أفعالكم فافعلوا. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني لا أخاف على امتي مؤمنا ولا مشركا أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه وأما المشرك فيخزيه الله ويقمعه بشركه ولكني أخاف عليكم كل منافق حلو اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون " ليس به خفاء. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: " من سرته حسناته وساءته سيئاته فذلك المؤمن حقا ". وكان يقول صلى الله عليه وآله: " خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت [2] وفقه في سنة ". واعلم يا محمد بن أبي بكر أن أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعة الله، أعاننا الله وإياك على شكره وذكره وأداء حقه والعمل بطاعته إنه سميع قريب. واعلم أن الدنيا دار بلاء وفناء والآخره دار بقاء وجزاء. فإن استطعت أن تزين ما يبقى على ما يفنى فافعل رزقنا الله بصر ما بصرنا وفهم ما فهمنا حتى لا نقصر عما أمرنا ولا نتعدى على ما نهانا عنه، فإنه لابد لك من نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك

[1] " خذ على يديه " أي امنعه عما يريد فعله.
[2] السمت: الطريق والمحجة. وأيضا يستعمل لهيئة اهل الخير وهى عبارة عن الحالة التى يكون عليها الانسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة، يقال: فلان حسن السمت أي حسن المذهب في الامور كلها. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست