responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 178
فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله: " وقيل للذين اتقوا: ماذا أنزل ربكم ؟ قالوا: خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين [1] " اعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، قال الله عزوجل: " قل: من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق... الآية [2] ". سكنوا الدنيا بأحسن ما سكنت وأكلوها بأحسن ما اكلت. واعلموا عباد الله أنكم إذا اتقيتم الله [3] وحفظتم نبيكم في أهله فقد عبدتموه بأفضل عبادته وذكرتموه بأفضل ما ذكر وشكرتموه بأفضل ما شكر وقد أخذتم بأفضل الصبر والشكر واجتهدتم بأفضل الاجتهاد وإن كان غيركم أطول منكم صلاة وأكثر منكم صياما وصدقة، إذ كنتم أنتم أوفى لله وأنصح لاولياء الله ومن هو ولي الامر من آل رسول الله صلى الله عليه وآله. واحذروا عباد الله الموت وقربه وكربه [4] وسكراته وأعدوا له عدته فانه يأتي بأمر عظيم [5] بخير لا يكون معه شر. وبشر لا يكون معه خير أبدا. فمن أقرب إلى الجنة من عاملها و [6] أقرب إلى النار من أهلها، فأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أكثروا ذكر هاذم اللذات [7] ". واعلموا أن ما بعد الموت لمن لم يغفر الله له ويرحمه أشد من الموت. واعلم يا محمد أنني وليتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر وأنت محقوق [8]

[1] سورة النحل آية 30.
[2] بقية الاية " قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون " سورة الاعراف آية 32.
[3] في بعض النسخ [ إذا لقيتم ].
[4] الكرب - بالفتح -: الحزن والمشقة ويحتمل أن يكون - بالضم فالفتح - جمع كربة.
[5] في بعض نسخ الحديث [ يفجأكم بامر عظيم ].
[6] كذا وفى النهج [ ومن أقرب إلى النار ].
[7] الهاذم: القاطع. وهاذم اللذات: كناية عن الموت.
[8] أي حقيق. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست