responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية الكبرى نویسنده : الخصيبي، حسين بن حمدان    جلد : 1  صفحه : 51

7- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي غِيَاثِ بْنِ يُونُسَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطُّوسِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الطَّاطَرِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليهما السلام)، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَرْبَعَةَ عَشَرَ سَنَةً، وَ كَانَ يَوْمَئِذٍ أَقَلَّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا، فَأَكْرَى نَفْسَهُ لِخَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ (عليها السلام) عَلَى بَكْرٍ وَ حِقَّةٍ، وَ خَرَجَ غُلَامُ خَدِيجَةَ إِلَى الشَّامِ وَ كَانَ لَهَا غُلَامٌ، صَدُوقٌ اسْمُهُ مَيْسَرَةُ فَأَمَرَتْهُ خَدِيجَةُ- لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ- أَنْ لَا يُخَالِفَ النَّبِيَّ فِيمَا يَأْمُرُهُ بِهِ إِذْ رَأْيُهُ سَدِيدٌ مَعْرُوفٌ بِذَلِكَ، وَ كَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تَصْدُرُ عَنْ رَأْيِهِ فِي كُلِّ مَا يَأْتِيهِمْ بِهِ، وَ يُخَوِّفُهُمْ مِنْ أَمْرِهِ فَلِذَلِكَ وَصَّتْ خَدِيجَةُ مَيْسَرَةَ أَنْ لَا يُخَالِفَ أَمْرَهُ، وَ خَرَجَا إِلَى الشَّامِ فَبَاعَا مَا كَانَ مَعَهُمَا مِنَ التِّجَارَةِ وَ رَبِحَا رِبْحاً مَا رَبِحَتْ خَدِيجَةُ بِمِثْلِهِ، وَ رُزِقَتْ بِتِلْكَ السَّفْرَةِ مَا لَمْ تُرْزَقْ مِثْلَهُ بِبَرَكَةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ)، فَأَقْبَلَا بِتِلْكَ الْغَنِيمَةِ، وَ مَا رَزَقَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا قَرُبَا مِنْ أَرْضِ تِهَامَةَ قَالَ مَيْسَرَةُ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ): لَوْ تَقَدَّمْتَ إِلَى خَدِيجَةَ فَبَشَّرْتَهَا بِمَا رَزَقَهَا اللَّهُ رَجَوْتُ لَكَ مِنْهَا جَائِزَةً عَظِيمَةً، فَفَعَلَ النَّبِيُّ ذَلِكَ.

وَ كَانَ لِخَدِيجَةَ مَنْظَرَةٌ فِي مُسْتَشْرَفِ الطَّرِيقِ تَقْعُدُ فِيهَا وَ نِسَاءَ قَوْمِهَا، وَ كَانَتْ قَاعِدَةً فِي الْمَنْظَرَةِ تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ مَنْ مَعَهَا مِنَ النِّسَاءِ فَقَالَتْ لَهُنَّ يَا هَؤُلَاءِ مَا تَرَيْنَ أَنَّ لِهَذَا الرَّجُلِ قَدْراً عَظِيماً؟ أَ مَا تَرَيْنَهُ مُنْفَرِداً وَ عَلَى رَأْسِهِ غَمَامَةٌ تَسِيرُ بِمَسِيرِهِ، وَ تَقِفُ لِوُقُوفِهِ وَ تُظِلُّهُ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ، وَ الطَّيْرُ تُرَفْرِفُ عَلَيْهِ بِأَجْنِحَتِهَا، وَ لَهَا زَجَلٌ وَ تَسْبِيحٌ وَ تَمْجِيدٌ وَ تَقْدِيسٌ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هُوَ؟ وَ إِنَّهُ مُقْبِلٌ نَحْوَهَا، فَقَالَتْ: أَظُنُّ هَذَا الرَّجُلَ يَقْصِدُ حِيناً فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا تَبَيَّنَتْهُ، فَقَالَتْ لَهُنَّ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،! فَقَرُبَ مِنْهَا فَسَلَّمَ، فَرَدَّتْ (عليه السلام) وَ قَرَّبَتْهُ مِنْهَا، وَ رَفَعَتْ مَجْلِسَهُ، فَبَشَّرَهَا بِمَا رَزَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ تِجَارَتِهَا، فَفَرِحَتْ بِذَلِكَ فَرَحاً شَدِيداً، وَ ازْدَادَتْ فِيهِ رَغْبَةً وَ ضَاعَفَتْ لَهُ الرِّزْقَ أَضْعَافاً، وَ قَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ أَعْرِضُ عَلَيْكَ أَمْراً وَ هِيَ حَاجَةٌ لِي بَعْضُهَا وَ هِيَ لَكَ حَظٌّ وَ رَغْبَةٌ، قَالَ: وَ مَا هِيَ؟ قَالَتْ:

نام کتاب : الهداية الكبرى نویسنده : الخصيبي، حسين بن حمدان    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست