وَ نَسِيتُمَا أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ لَمْ يَمُتْ قَبْلَهُ وَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ غَشَّ الْإِمَامَةَ وَ تَرَكَهَا فِي الشُّكُوكِ وَ الْحَيْرَةِ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُ بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ كَمَا قَالَتِ الْمَيْمُونَةُ فِي الصَّادِقِ (عليه السلام) وَ إِسْمَاعِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ فَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ وَ أَبُو الْحَسَنِ صَاحِبُ الْعَسْكَرِ (عليهما السلام) أَعْرَفَ بِاللَّهِ وَ أَعْلَمَ بِعِلْمِ اللَّهِ بِكُلِّ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَيْنَ تَقُولَانِ قَوْلًا يَكُونُ غَيْرُهُ فَهَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ حُجَّةٍ أَوْ دَلِيلٍ غَيْرِ مَا ذَكَرْتُمَاهُ وَ سَمِعْتُمَا الْجَوَابَ عَنْهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمَا جَوَابٌ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالا لِي سُئِلَ ابا [أَبُو الْحَسَنِ (عليه السلام) مَنِ الْقَائِمُ بَعْدَهُ بِالْإِمَامَةِ فَقَالَ أَكْبَرُ وُلْدِي وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ أَكْبَرَ وُلْدِهِ فَقُلْتُ لَهُمَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَضَلَّ رَأْيَكُمَا وَ أَضَلَّ رِوَايَتَكُمَا أَ لَيْسَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ مَاتَ قَبْلَهُ وَ إِنَّمَا سُئِلَ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَهُ فَقَالَ أَكْبَرُ وُلْدِيَ الَّذِي بَعْدِي وَ كَانَ أَكْبَرَ وُلْدِهِ بَعْدَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ (عليه السلام).
وَ قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَحْمَدَ وَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ النَّوْفَلِيِّ قَالَ كُنَّا مَعَ سَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) بِالْعَسْكَرِ فِي دَارِهِ فَمَرَّ بِهِ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ فَقُلْنَا لَهُ يَا سَيِّدَنَا هَذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ فَقَالَ لَا فَقُلْنَا لَهُ وَ مَنْ هُوَ فَقَالَ ابْنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ لَا مُحَمَّدٌ وَ لَا جَعْفَرٌ فَسَكَتَا فَقُلْتُ لَهُمَا إِنْ كَانَ عِنْدَكُمَا شَيْءٌ فِي صَاحِبِكُمَا مِثْلَمَا رَوَيْتُمْ فِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عليه السلام) فَهَاتُوهُ فَمَا كَانَ عِنْدَهُمَا شَيْءٌ فَرَدَدْتُهُمَا.
وَ قُلْتُ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَلِكِيُّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ أَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى سَيِّدِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ وَ هُوَ يَسِيرُ فِي الْمَوْكِبِ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُرْزَقَ وَلَداً فَقُلْتُ فِي نَفْسِي يَا سَيِّدِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُرْزَقُ وَلَداً فَنَظَرَ إِلَيَّ وَ قَالَ بِرَأْيِهِ نَعَمْ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي يَكُونُ ذَكَراً فَقَالَ بِرَأْسِهِ لَا فَكَانَتْ أُنْثَى.
وَ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ قَالَ نَظَرْتُ إِلَى سَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عليه السلام) وَ جَمَاعَةٌ مِنْ إِخْوَانِنَا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنِّي أَرَى مِنْ فَضْلِ