مَوْضِعٌ فَوَجَدْتُهُ أَطْيَبَ مَا ذُقْتُهُ فِي الدُّنْيَا فَأَكَلْتُ مِنْهُ كَثِيراً حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ فَصَاحَ يَا عِيسَى لَا تَسْتَحْيِ فَإِنَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ لَمْ تَصْنَعْهُ يَدُ مَخْلُوقٍ فَأَكَلْتُ فَرَأَيْتُ نَفْسِي لَا تَشْتَهِي مِنْ أَكْلِهِ فَقُلْتُ يَا مَوْلَايَ حَسْبِي فَصَاحَ بِي أَقْبِلْ إِلَيَّ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي أَلْقَى مَوْلَايَ وَ لَمْ أَغْسِلْ يَدَيَّ فَصَاحَ بِي يَا عِيسَى وَ هَلْ لِمَا أَكَلْتَ غَمَرٌ فَشَمِمْتُ يَدِي فَإِذَا هِيَ أَعْطَرُ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْكَافُورِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ (عليه السلام) فَبَدَا لِي شَخْصٌ أَغْشَى بَصَرِي وَ رَهِبْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَقْلِي قَدِ اخْتَلَطَ فَقَالَ لِي يَا عِيسَى مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَرَوْنِي وَ لَوْ لَا الْمَلَأُ تَقُولُ أَيْنَ هُوَ كَانَ وَ مَتَى يَكُونُ وَ أَيْنَ وُلِدَ وَ مَنْ رَآهُ وَ مَا الَّذِي خَرَجَ إِلَيْكُمْ مِنْهُ وَ بِأَيِّ شَيْءٍ أَنْبَأَكُمْ وَ أَيَّ مُعْجِزَةٍ أَرَاكُمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ دَفَعُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَرَادَهُ وَ قَدَّمُوا عَلَيْهِ وَ كَادُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ كَذَلِكَ فَعَلُوا بِآبَائِي (عليهم السلام) وَ لَمْ يُصَدِّقُوهُمْ وَ نَسَبُوهُمْ إِلَى السِّحْرِ وَ الْكِهَانَةِ وَ خِدْمَةِ الْجِنِّ لَمَا رَأَيْتَنِي يَا عِيسَى أَخْبِرْ أَوْلِيَاءَنَا بِمَا رَأَيْتَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تُخْبِرَ عَدُوّاً لَنَا فَتُسْلَبَهُ فَقُلْتُ يَا مَوْلَايَ ادْعُ لَنَا بِالثَّبَاتِ فَقَالَ لِي: لَوْ لَمْ يُثَبِّتْكَ اللَّهُ لَمَا رَأَيْتَنِي فَامْضِ لِحَجِّكَ رَاشِداً فَخَرَجْتُ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ حَمْداً وَ شُكْراً.
وَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الزَّاهِرِيُّ عَنِ الصَّادِقِ (عليه السلام) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمِّهِ الْحَسَنِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: إِذَا تواتت [تَوَالَتْ أَرْبَعَةُ أَسْمَاءَ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِي فَرَابِعُهُمْ الْقَائِمُ الْمُؤَمَّلُ الْمُنْتَظَرُ.
وَ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الطَّيِّبِ الصَّابُونِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مهديار [مَهْزِيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الطَّاطَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ جَابِرٍ الْمَعْبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ (عليهم السلام) قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَخِيَ الْحَسَنُ عَلَى جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَأَجْلَسَنِي عَلَى فَخِذِهِ وَ أَجْلَسَ أَخِي عَلَى فَخِذِهِ الْآخَرِ وَ قَبَّلَنَا وَ قَالَ: بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتُمَا مِنْ إِمَامَيْنِ زَكِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ اخْتَارَكُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنِّي وَ مِنْ أَبِيكُمَا وَ أُمِّكُمَا