مَوْلَايَ يَقُولُ لَكُمْ لَحْمُ الْمُقْرِنِ أَقْرَبُ مَرْعًى وَ أَبْعَدُ مِنَ الدَّاءِ وَ لَحْمُ الْفَخِذِ ممنعا [مَنَعَنَا نُصْحاً مِنْهُ فَعَلِمْنَا أَنَّ سَيِّدَنَا (عليه السلام) عَلِمَ بِتَشَاجُرِنَا فَأَطْلَقَ لَنَا أَكْلَهُ
و هذا من دلائله (عليه السلام).
وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحُسَيْنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ (عليه السلام) أَنَا وَ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَ بَيْنَ يَدَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْخِرَقِيُّ وَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ عَقِيلُ بْنُ يَحْيَى، وَ بَيْنَ يَدَيْهِ نَخْلَةٌ فِيهَا ثَمَرٌ بِغَيْرِ أَوَانِهِ فَقَالَ: اغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ وَ سَمُّوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَ مَنْ يُسَمِّي رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ الْأَئِمَّةَ (عليهم السلام) إِذَا حَضَرُوا الطَّعَامَ فَلَا يَمُدُّ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ إِلَيْهِ حَتَّى يَمُدَّ صَاحِبُ الْوَقْتِ يَدَهُ وَ يَضَعَهَا فِي الطَّعَامِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَدَّ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ فَتَرَفَّعْنَا وَ قُلْتُ: فِي نَفْسِي فَمَا بَالُ سَيِّدِي لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ حَتَّى نَمُدَّ أَيْدِيَنَا بَعْدَهُ وَ نَأْكُلَ مِنْ هَذَا الثَّمَرِ فَإِنَّا نَشُكُّ أَنَّهُ مِنْ تَمْرِ الْجَنَّةِ، فَعَلِمَ مَا فِي نَفْسِي فَقَالَ لِي: يَا أَبَا جَعْفَرٍ كُلُّ طَعَامِ الْمُؤْمِنِينَ حَلَالٌ وَ لَمْ أُمْسِكْ يَدِي لَا لِحُضُورِ قَوْمٍ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ بِأَعْدَادِكُمْ قَدْ جَلَسُوا مَعَكُمْ وَ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ هَا أَنَا أَمُدُّ يَدِي فَمُدُّوا أَيْدِيَكُمْ فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا وَ أَكَلْنَا وَ نَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى مَوَاضِعِ أَيْدِي إِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ فَنَرَى يُؤْخَذُ مِنَ الثَّمَرِ مِثْلُمَا نَأْخُذُ بِالسَّوِيَّةِ وَ لَا نَرَى أَيْدِيَهُمْ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ شَاءَ مَوْلَايَ لَكَشَفَ لَنَا عَنْهُمْ حَتَّى نَرَاهُمْ كَمَا يَرَوْنَنَا، فَقَالَ: حَيُّوا بِغَمِّي وَ قُرَّةِ عَيْنِي أَبْيِ جَعْفَرٍ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ وَ مَرَّ عَلَى أَعْيُنِنَا فَكَانَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ سَدّاً ثُمَّ كَشَفَ عَنْ أَعْيُنِنَا وَ تَجَلَّتْ فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْتَنِقَهُمْ فَقَالَ لَنَا حُرْمَةُ الطَّعَامِ أَوْجَبُ فَقَدْ بَدَأْتُمْ بِهِ فَإِذَا قَضَيْتُمْ أُرِيكُمْ مِنْهُ فَافْعَلُوا بِإِخْوَانِكُمْ مَا تَشَاؤُونَ فَلَبِثْنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِمْ شُحْبَ الْأَلْوَانِ نُحْلَ الْأَبْدَانِ غَاضِّينَ أَعْيُنَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ خُفَاتاً وَ أَعْيُنُهْم تَرَغْرَغُ بِالدَّمْعِ فَقُلْنَا يَا سَيِّدَنَا الْجِنُّ بِهَذِهِ الصُّورَةِ كُلُّهُمْ فَقَالَ: لَا فِيهِمْ مَا فِيكُمْ وَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَاسْأَلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَطْعَمُونَ طَعَاماً وَ لَا يَشْرَبُونَ شَرَاباً إِلَّا فِي وَقْتِ قِيَامِ نَبِيٍّ أَوْ وَصِيٍّ فَيَأْمُرُهُمْ فَيَأْكُلُونَ طَاعَةً لَهُ لَا رَغْبَةً فِي الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ قَدْ صَرَفُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ