رَأَيْتُ فَقَبَضَ قَبْضَةَ دَنَانِيرَ وَ أَعْطَانِي إِيَّاهَا وَ قَالَ هَذَا ثَمَنُ حِبَرَتَيْكَ وَ رِبْحُهُمَا فَوَزَنَّاهُ وَ حَسَبْنَاهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ لَا زَادَ حَبَّةً وَ لَا نَقَصَ حَبَّةً قَالَ يَا بُنَيَّ تَعْرِفُهُ قُلْتُ لَا يَا عَمِّ فَقَالَ: هَذَا مَوْلَانَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ فَهَذِهِ أَوَّلُ دَلَالَةٍ رَأَيْتُهَا مِنْهُ (عليه السلام).
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِيِّ الْمَعْرُوفِ بِبَاعِرٍ قَالَ خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى زِيَارَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ قَدْ عَرَفْتُ وِلَادَةَ الْمَهْدِيِّ (عليه السلام) وَ أَنَّ الشِّيعَةَ تَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ فِي الْمُشَاهَدَةِ وَ بِحَمْدِهِ وَ شُكْرِهِ عَلَى وِلَادَتِهِ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: وَ كَانَتْ مُؤْمِنَةً يَا بُنَيَّ اسْأَلِ اللَّهَ عِنْدَ قَبْرِ سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) أَنْ يَرْزُقَكَ خِدْمَةَ مَوْلَانَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ (عليهم السلام) كَمَا رَزَقَ أَبَاكَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: فَلَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ وَ أَتَوَسَّلُ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ إِلَى أَنْ رَزَقَنِي مَنْزِلَةَ أَبِي مِنْ سَيِّدِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ (عليه السلام) قَالَ فَلَمَّا كَانَ فِي وَقْتِ السَّحَرِ بِلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ جَاءَنِي خَادِمٌ وَ قَدْ طَرَحْتُ نَفْسِي عَلَى شَاطِئِ الْحَيْرِ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ وَ الْقِيَامِ فَجَلَسَ الْخَادِمُ عِنْدَ رَأْسِي وَ قَالَ لِي يَا أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ مَوْلَايَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ قَدْ سَمِعَ دُعَاءَكَ فَصِرْ إلَيْنَا مُخْلِصاً بِمَا تَنْطِقُهُ وَ بِمَا سَأَلْتَ فَقُلْتُ لَهُ مَا اسْمُكَ قَالَ سَرْوَرٌ فَقُلْتُ يَا سَرْوَرُ وَ مَا أَنَا عَلَى هَيْئَةٍ وَ مَا مَعِي مَا يَنْهَضُ إِلَى الْعَسْكَرِ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى الْكُوفَةِ وَ أُصْلِحَ شَأْنِي وَ أُحَصِّلَ فَقَالَ قَدْ بَلَّغْتُكَ الرِّسَالَةَ فَافْعَلْ مَا تَرَى فَرَجَعْتُ عَلَى الزِّيَارَةِ إِلَى الْكُوفَةِ وَ عَرَّفْتُ أُمِّي بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِمَا قَالَهُ الْخَادِمُ وَ شَكَرْتُ اللَّهَ وَ حَمِدْتُهُ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ قَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكَ وَ دُعَائِي لَكَ فَقُمْ وَ لَا تَقْعُدْ فَأَصْلَحَتْ شَأْنِي وَ خَرَجْتُ وَ مَعِي عَلِيٌّ الذَّهَبِيُّ مِنْ سُوقِ الصَّاغَةِ بِالْكُوفَةِ وَ وَصَّتْهُ بِي خَيْراً وَ أَمَّرَتْهُ قِبَلَ يَدَيَّ لِأَنِّي كُنْتُ حَدَثاً فَخَرَجْنَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى بَغْدَادَ وَ وَقَفَ أَنِّي نَزَلْتُ عَلَى عَمٍّ لِي حَبِيسٍ وَ كَانَتْ لَيْلَةُ الشَّعَانِينِ فَدَعَوْنِي إِلَى أَنْ خَرَجْتُ مَعَهُمْ إِلَى الشَّعَانِينِ وَ صَارُوا بِي إِلَى دَارِ الرُّومِيِّينَ