أَنْ أَقُولَ لَيْسَ مَعِي حبرا [حِبَرٌ فَأُخَالِفَ مَا وَصَّانِي بِهِ الرَّجُلُ وَ خِفْتُ أَنْ أَقُولَ نَعَمْ فَأَكْذِبُ فَتَحَيَّرْتُ وَ أَنَا سَاكِتٌ فَقَالَ قُمْ يَا مُحَمَّدُ إِلَى حَادِيكَ وَ عُدَّ سِتَّةَ أَسْفَاطٍ مِنْ مَتَاعِكَ وَ افْتَحِ السَّفَطَ السَّابِعَ وَ اعْزِلِ الثَّوْبَ الْأَوَّلَ الَّذِي تَلْقَاهُ بِأَوَّلِهِ وَ خُذِ الثَّوْبَ الثَّانِيَ فَافْتَحْهُ وَ خُذِ الْحِبَرَةَ الَّتِي فِي طَيِّهِ وَ فِيهَا رُقْعَةٌ فِي ثَمَنِ الْحِبَرَةِ وَ مَا رُسِمَ لَكَ فِيهَا مِنَ الرِّبْحِ وَ هُوَ مِنَ الْعَشَرَةِ اثْنَانِ وَ الثَّمَنُ اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً وَ أَحَدَ عَشَرَ قِيرَاطاً وَ حَبَّةٌ وَ انشُرِ الرِّزْمَةَ الْعُظْمَى فِي مَتَاعِكَ فَعُدَّ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَثْوَابٍ وَ افْتَحِ الثَّوْبَ الرَّابِعَ فَإِنَّكَ تَجِدُ فِي طَيِّهِ حِبَرَةً فِي طَيِّهَا رُقْعَةُ الثَّمَنِ تِسْعَةَ عَشَرَ دِينَاراً، وَ تِسْعُ قَرَارِيطَ وَ حَبَّتَانِ الرِّبْحُ الْعَشَرَةُ اثْنَانِ فَقُلْتُ:
نَعَمْ، وَ لَا عِلْمَ لِي بِذَلِكَ فَوَقَفْتُ عِنْدَ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْهِ فَمَشَيْتُ الْقَهْقَرَي وَ لَمْ أُوَلِّ ظَهْرِي إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً وَ أَنَا لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ لِيَ الْخَادِمُ، وَ نَحْنُ فِي الطَّرِيقِ طُوبَى لَكَ لَقَدْ أَسْعَدَكَ اللَّهُ بِقُدُومِكَ فَلَمْ أُغَيِّرْ قَوْلِي نَعَمْ وَ صِرْتُ إِلَى حَانُوتِي وَ دَعَوْتُ الرَّجُلَ وَ قَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي وَ مَا قَالَ لِي فَوَضَعَ خَدَّهُ لِلْأَرْضِ وَ بَكَى وَ قَالَ قَوْلُكَ يَا مَوْلَايَ حَقٌّ فَعِلْمُهُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ قَامَ إِلَى الْأَسْفَاطِ وَ الرِّزَمِ وَ اسْتَخْرَجَ الْحِبَرَتَيْنِ وَ أَخْرَجَ الرُّقْعَتَيْنِ فَوَجَدْنَا رَأْسَ الْمَالِ وَ الرِّبْحَ مَوْضُوحاً فِي طَيِّ الْحِبَرَتَيْنِ كَمَا قَالَ (عليه السلام) فَقُلْتُ يَا عَمِّ أَيُّ شَيْءٍ هَذَا الْإِنْسَانُ كَاهِنٌ أَوْ حَاسِبٌ أَوْ مَخْدُومٌ فَبَكَا وَ قَالَ يَا بُنَيَّ لَمْ تُخَاطَبْ بِمَا خُوطِبْتَ بِهِ إِلَّا لِأَنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَقُلْتُ يَا عَمِّ مَا لِي قَلْبٌ أَرْجِعُ إِلَيْهِ قَالَ ارْجِعْ فَرَجَعْتُ فَسَكَنَ مَا فِي قَلْبِي وَ قَوِيَ مَشِيِي وَ أَنَا مُعْجَبٌ مِنْ نَفْسِي إِلَى أَنْ قَرُبْتُ مِنَ الدَّارِ فَقَالَ: أَنَا مُنْتَظِرُكَ إِلَى أَنْ تَخْرُجَ فَقُلْتُ يَا عَمِّ أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، وَ أَقُولُ: إِنَّي لَمْ أَعْلَمْ بِالْحِبَرَتَيْنِ قَالَ: لَا بَلْ تَقْعُدُ كَمَا قِيلَ لَكَ فَدَخَلْتُ وَ وَضَعْتُ الْحِبَرَتَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي: اجْلِسْ فَجَلَسْتُ وَ أَنَا لَا أُطِيقُ النَّظَرَ إِلَيْهِ إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً لَهُ، فَقَالَ لِلْخَادِمِ، خُذِ الْحِبَرَتَيْنِ مِنْهُ فَأَخَذَهُمَا وَ دَخَلَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الْبِسَاطِ وَ قَبَضَ قَبْضَةً وَ قَالَ هَذَا ثَمَنُ حِبَرَتَيْكَ وَ رِبْحُهُمَا امْضِ رَاشِداً وَ أَنَا لَمْ أَرَ شَيْئاً عَلَى الْبِسَاطِ وَ إِذَا أَتَاكَ رَسُولُنَا فَلَا تَتَأَخَّرْ عَنَّا فَأَخَذْتُهُ فِي طَرَفِ مُلَاءَتِي وَ إِذَا هِيَ دَنَانِيرُ وَ خَرَجْتُ فَإِذَا بِالرَّجُلِ سَأَلَ هَاتِ حَدِّثْنِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَ قُلْتُ يَا عَمِّ اللَّهَ اللَّهَ فَمَا أُطِيقُ أُحَدِّثُكَ بِمَا