وَ الْوَفِيُّ وَ الْمُبَارَكُ وَ التَّابِعُ وَ الرَّضِيُّ لِلَّهِ وَ الشَّارِي نَفْسَهُ لِلَّهِ وَ الدَّالُّ عَلَى ذَاتِ اللَّهِ وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ مَشْهَدُهُ الْبُقْعَةُ الْمُبَارَكَةُ وَ الرَّبْوَةُ ذَاتُ قَرارٍ وَ مَعِينٍ بِكَرْبَلَاءَ غَرْبِيِّ الْفُرَاتِ وَ قَتَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ وَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ بِأَمْرِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ أَتَوْهُ وَ مَعَهُمُ اثْنَانِ وَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ رَاجِلٍ وَ عِدَّةُ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) اثْنَانِ وَ ثَلَاثُونَ فَارِساً وَ أَرْبَعُونَ رَاجِلًا وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَهْطَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ الْبَاقُونَ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ وَ وَقَعَ شَبَهُهُ عَلَى حَنْظَلَةَ الشِّبَامِيِّ وَ شِبَامُ مِنْ هَمْدَانَ وَ لَمَّا رَأَى أَخَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ مُخْلِصاً فِي الْجِهَادِ بَيْنَ يَدَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَأَلْقَى شَبَهَهُ عَلَى رِشْدَةَ بْنِ سِنَانٍ وَ الَّذِي كَانَ لَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ هُوَ الْأَكْبَرُ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ هُوَ الْمُتَّصِلُ بِهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ هُوَ الطِّفْلُ الْمَذْبُوحُ بِالنُّشَّابَةِ وَ مُحَمَّدٌ وَ جَعْفَرٌ وَ مِنَ الْبَنَاتِ زَيْنَبُ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ.
وَ رُوِيَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هَنَّأَهُ بِحَمْلِ الْحُسَيْنِ وَ وِلَادَتِهِ وَ عَزَّاهُ بِقَتْلِهِ وَ مُصِيبَتِهِ فَعَرَفَتْهُ فَاطِمَةُ فَكَرِهَتْ حَمْلَهُ وَ وِلَادَتَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً وَ هَذِهِ الْآيَةُ أُنْزِلَتْ فِي حَقِّ مَوْلَانَا الْحُسَيْنِ خَاصَّةً لَيْسَ هَذَا فِي سَائِرِ النَّاسِ لِأَنَّ حَمْلَ النِّسَاءِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ وَ الرَّضَاعُ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَ هُمَا أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ شَهْراً لِيَكُونَ بِذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ شَهْراً وَ مِنَ النِّسَاءِ مَنْ تَلِدُ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ مَعَ أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ فَيَكُونُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ شَهْراً وَ الْمَوْلُودُ لَا يَعِيشُ أَبَداً إِذَا وُلِدَ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَ رَضَاعُهُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ شَهْراً فَهُوَ ثَلَاثُونَ شَهْراً كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْخَصِيبِيُّ شَرَّفَ اللَّهُ مَقَامَهُ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عليه السلام) قَالَ لَمَّا أَرَادَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (عليه السلام) الْخُرُوجَ إِلَى