على الله وكفرا بدينه وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته واستهانة بحرمته فكانما
يقتل به وبأهل بيته قوما من كفار اهل الترك والديلم لا يخاف من الله نقمة ولا يرقب
منة سطوة فبتر الله عمره واجتث اصله وفرعه وسلبه ما تحت يده واعد له من عذابه
وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته هذا إلى ما كان من بني مروان من تبديل كتاب
الله وتعطيل احكامه واتخاذ مال الله دولا بينهم وهدم بيته واستحلال حرامه ونصبهم
المجانيق عليه ورميهم اياه بالنيران لايألون له احراقا واخرابا ولما حرم الله منه
استباحة وانتهاكا ولمن لجا إليه قتلا وتنكيلا ولمن امنه الله به اخافة وتشريدا حتى
إذا حقت عليهم كلمة العذاب واستحقوا من الله الانتقام وملؤا الارض بالجور والعدوان
وعموا عباد الله بالظلم والاقتسار وحلت عليهم السخطة ونزلت بهم من الله السطوة
اتاح الله لهم من عترة نبيه واهل وراثته من استخلصهم منهم بخلافته مثل ما اتاح
الله من اسلافهم المؤمنين وابائهم المجاهدين لاوائلهم الكافرين فسفك الله بهم
دماءهم مرتدين كما سفك بابائهم دماء آباء الكفرة المشركين وقطع الله دابر القوم الظالمين
والحمد لله رب العالمين ومكن الله المستضعفين ورد الله الحق إلى اهله المستحقين
كما قال جل شأنه ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم
الوارثين واعلموا ايها الناس ان الله عزوجل انما امر ليطاع ومثل ليتمثل وحكم ليقبل
والزم الاخذ بسنة نبيه صلى الله عليه وآله ليتبع وان كثيرا ممن ضل فالتوى وانتقل
من اهله الجهالة والسفاه ممن اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وقد قال
الله عزوجل قاتلوا ائمة الكفر فأنتهوا معاشر الناس عما يسخط الله عليكم وارجعوا
إلى ما يرضيه عنكم وارضوا من الله بما اختار لكم والزموا ما امركم به وجانبوا ما
نهاكم عنه واتبعوا الصراط المستقيم والحجة البينة والسبل الواضحة وأهل بيت الرحمة
الذين هداكم الله بهم بديئا وأستنقذكم بهم من الجور والعدوان اخيرا