ثم انا نقول
بعد هذا كما ان الله جل شأنه شديد العقاب فهو واسع المغفرة لمن تاب ومغفرته لمن لم
يتب جائزة عند اهل السنة من باب خرق العوائد فليس لاحد ان يتألى عليه ان شاء تجاوز
غنهم ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
(وهاهنا) اقول
ليس ما اشتملت عليه جوانح معاوية من الحقد والحسد والبغضاء لجميع بني هاشم
والعدواة لهم بل لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ولاهل بيته بغريب ولا مستنكر
فان هذه العداوة قد ورثها من امه وابيه كما ورثها بعد بنيه وذويه وقد قال صلى الله
عليه عليه وآله وسلم الود يورث والعداوة تورث.
كان أبو سفيان
في الجاهلية اشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وآله واعظمهم حرصا على اطفاء نور
الله وهو ممن انزل الله فيهم قوله تعالى : قاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم [١] ولم يزل ذلك دأبه وديدنه إلى ان ارغم الله انفه
[١] قال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى ان الذين كفروا لن تغنى عنهم