نام کتاب : المقنعة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 10
انس، فأرسل معي من يدلني عليه.
و هنا ينتقل الشيخ ورّام
الى نقل القول عن المفيد نفسه بلا ذكر سند عنه قال:
قال: ففعل ذلك، و أرسل
معي من أوصلني إليه.
فدخلت عليه- و المجلس
غاصّ بأهله- و قعدت حيث انتهى بي المجلس، و كلّما خفّ الناس قربت منه، فدخل إليه
داخل فقال: بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك و هو من أهل البصرة. فقال: أ هو من
أهل العلم؟ فقال الغلام: لا أعلم، إلّا أنّه يؤثر الحضور بمجلسك. فأذن له. فدخل
عليه، فأكرمه، و طال الحديث بينهما، فقال الرجل لعليّ بن عيسى: ما تقول في يوم
الغدير و الغار؟ فقال: أما خبر الغار فدراية، و أمّا خبر الغدير فرواية، و الرواية
لا توجب ما توجب الدراية. قال: فانصرف البصريّ و لم يُحِر جوابا.
قال المفيد (رضي اللّه
عنه): فتقدمت فقلت: أيها الشيخ مسألة. فقال: هات مسألتَك. فقلت: ما تقول فيمن قاتل
الامام العادل؟ فقال: يكون كافرا. ثم استدرك فقال: فاسقا. فقلت: ما تقول في أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)؟ فقال:
إمام. فقلت: فما تقول في
يوم الجَمَل و طلحة و الزبير؟ قال: تابا. قلت: أمّا خبر الجَمَل فدراية و أمّا خبر
التوبة فرواية. فقال لي: أ كنت حاضرا و قد سألني البصريُّ؟ فقلت:
نعم. قال: رواية برواية
و دراية بدراية. ثم قال: بمن تعرف؟ و على من تقرأ؟ قلت:
اعرف بابن المعلّم، و
أقرأ على الشيخ أبي عبد اللّه الجعلي. فقال: موضعك. و دخل منزله و خرج و معه رقعة
قد كتبها و ألصقها و قال لي: أوصل هذه الرقعة الى أبي عبد اللّه.
فجئت بها إليه، فقرأها و
لم يزل يضحك هو و نفسه، ثمّ قال لي: أيّ شيء جرى لك في مجلسه، فقد وصّاني بك، و
لقّبك بالمُفِيد. فذكرت له المجلس بقصته، فتبسّم[1].
فهذان الفقيهان- الشيخ
ورّام و ابن إدريس- اعتمدا في سبب تلقيبه بالمفيد على ما ذكراه، دون ما ذكره
معاصرهما ابن شهرآشوب مستندا على ورود لقب «المفيد» فيما رواه شيخه الطبرسيّ في
«الاحتجاج» و يستبعد جدّا أن يكونا قد ذهبا الى ذلك غير عالمين بما قاله عنه ابن
شهرآشوب أو برواية الطبرسي للكتابين و التوقيعين، و قد احتجّ بهما
[1] السرائر لابن إدريس: 493، 494 ط الإسلامية، و
مجموعة ورّام( تنبيه الخواطر): 2/ 302 ط طهران، و في ط النجف: 456.
نام کتاب : المقنعة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 10