نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 69
دون اللّه و البراءة ممن أشرك باللّه و هذا لا يجتمع في اعتقاد طفل، بل قد يشتد اجتماع ذلك عند العقلاء البالغين إلّا من آثر الحجّة، و رغّب في العاقبة، و خاف عذابا لا طاقة له به.
و إن قالوا: فكيف أوجبتم له حكم البلوغ و حكم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم في البلوغ كان في خمس عشرة سنة، و لم تكن هذه سنّ عليّ بن أبي طالب؟ و ذلك أنّ حكمه كان يوم الخندق في إجازته من أتت عليه خمس عشرة سنة [1].
قلنا لهم: إن آخر حد البلوغ هو [إكمال] خمسة عشر سنة، و لآخر حد البلوغ آخر و أوسط يعلمه اللّه و يعلمه النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و كان الحكم في خمس عشرة سنة جعله اللّه حكما وقف العباد عليه، لأن أقل الخلق عقلا و أنقصهم طبعا في القوّة على المعرفة يتم بلوغه في خمس عشرة سنة.
و في الناس تفاضل في سرعة البلوغ و كمال العقول فأول حد البلوغ هي منزلة عليّ ابن أبي طالب بعد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و هي ثلاث عشرة سنة، و آخر حدّ البلوغ هي منزلة عبد اللّه بن عمر و هو خمس عشرة سنة، و بين ذلك وقت البلوغ على قدره لتفاضل الناس في العقول و ذلك معروف في التعارف و العادة و ما عليه الصغار و الكبار من التفاضل في الحفظ و العلم و الفطن و البلوغ من الاحتلام و الحيض و ذلك أيضا معروف في صفة الصبيان في الكتاتيب و الصناعات [فإنهم] مختلفون في حفظهم و قوتهم على التعليم، و قد يوظّف المعلم على كل صبيّ ما يحتمله حفظه، و تضبطه معرفته.
و للّه أحكام كثيرة هي مثال ما قلنا [ه] في البلوغ، في أن البلوغ حدّ له أول و آخر
[1] انظر لى ما ذكره أبو جعفر في ردّه على عثمانيّة الجاحظ في سرد الأخبار الدالّة على كميّة عمر عليّ (عليه السلام) حين أظهر إسلامه.
و ليلاحظ أيضا الحديث: (64- 69) و تعليقها من ترجمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1، ص 44- 46 ط 2.
نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 69