نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 70
و واسط، كما حكم صلى اللّه عليه و سلم في وقت صلاة الظهر أنّ أوّله أن يكون ظلّ كل شيء مثله، و آخره أن يكون ظلّ كل شيء مثليه، و قال صلى اللّه عليه و سلم: ما بين هذين وقت لأمّتي. و كذلك ما وقّت في صلاة العصر على هذا المثال.
قلنا: فقد أبان اللّه عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه و عن جميع المؤمنين في عقله فجعله أول الناس بلوغا بعد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و أقدمهم إسلاما، و كان في سن الأطفال، و عقول البالغين، فبان عقله و تقدم في إسلامه و تكليفه.
و أنتم قد تعلمون أن منزلة النبيّ صلى اللّه عليه و سلم في البلوغ/ 19/ و العقل ليست كمنزلة الخلق، كذلك كان في صغر سنّه يعرف بالوقار و الحلم و الوفاء و الصدق و الرجاحة في علمه.
[و إنما أطلنا الكلام] ليعلموا أن حكم البلوغ يختلف، و أن الناس يتفاضلون فيه، فمنزلة النبيّ صلى اللّه عليه و سلم لم يلحقها أحد، و منزلة عليّ دونها لم يلحقها أحد. ليعلموا أن أموره عند الفكرة فيها و الاستنباط لها منزلة على البينونة من الناس و القرب من النبيّ صلى اللّه عليه و سلم لذلك استحقّ أن يكون منه بمنزلة هارون من موسى- صلوات اللّه على محمد و على من تقدمه من الأنبياء- و قد رويتم أنّه اصطفاه لأخوته، و قال:
عليّ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي [1].
و قد رويتم ما قلنا [ه] في الأثر: ذكروا أن عليّا دخل على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، فوجد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و خديجة يصلّيان، فلما فرغ قال له عليّ: ما هذا الذي رأيتك فعلت؟ فقال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: هذا دين اللّه- يا عليّ- الذي بعثني به فأدخل فيه. فقال له عليّ بن أبي طالب: انظرني حتى أتفكّر فيه الليلة.
[1] و الحديث متواتر بين شيعة آل أبي سفيان فضلا عن تواتره بين شيعة أهل البيت صلوات اللّه عليهم. و يكفيك مراجعة الحديث: (336) و تواليه من ترجمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1.
ص 306- 394 ط 2.
نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 70