نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 212
لينزوي من النخامة [1] كما تنزوي الجلدة في النار "، يقال انزوت الجلدة إذا انقبضت واجتمعت. وهذا الكلام مجاز، وفيه قولان: * (أحدهما) * أن المسجد يتنزه عن النخامة، وهى البصقة، بمعنى أنه يجب أن يكرم عنها، وألا يبتذل بها. فإذا رؤيت عليه كانت شائنة له، وزارية [2] عليه، فكان معها بمنزلة الرجل ذى الهيئة يشمئز مما يهجنه [3]، وينقبض عما يدنسه، وأصل الانزواء: الانحراف مع تقبض وتجمع. * (والقول الآخر) *: أن يكون المراد أهل المسجد، فأقيم المسجد في الذكر مقامهم لما كان يشتمل لميهم، وعلى ذلك قول الشاعر: * واستب بعدك يا كليب المجلس [4] * والمراد أهل المجلس، لان الاستباب لا يكون بين القاعات والجدران، وإنما يكون بين الانسان والانسان. فالمعنى أن أهل المسجد ينقبضون من النخامة إذا رأوها فيه ذهابا به عن الادناس، (هامش ص 212) [1] يقال تنخم: إذا دفع بشئ من صدره أو أنفه، والاول البلغم والثانى المخاط. فالنخامة تشمل الاثنين، وقد خصها الشريف بالبصقة وهى النوع الاول من النخامة. [2] يقال زرى عليه: عابه، أي تكون عيبا فيه. [3] يهجنه: ينقص قدره. [4] الاستباب: افتعال من السب، والمراد بالمجلس أهل المجلس، أي تشاتم أهل المجلس بعدك يا كليب، لانك كنت رئيسهم الذى تحفظ كرامة المجالس.
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 212