وَ بِالْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رض أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا سَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَى صِفِّينَ وَقَفَ بِالْفُرَاتِ وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَيْنَ الْمَخَاضُ قَالُوا يَا مَوْلَانَا مَا نَعْلَمُ أَيْنَ الْمَخَاضُ فَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ امْضِ إِلَى هَذَا التَّلِّ وَ نَادِ يَا جلندى أَيْنَ الْمَخَاضُ قَالَ فَسَارَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى التَّلِّ وَ نَادَى يَا جلندى أَيْنَ الْمَخَاضُ قَالَ فَأَجَابَهُ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ خَلْقٌ كَثِيرٌ فَبُهِتَ وَ لَمْ يَعْلَمْ مَا يَصْنَعُ فَأَتَى إِلَى الْإِمَامِ ع وَ قَالَ يَا مَوْلَايَ جَاوَبَنِي خَلْقٌ كَثِيرٌ فَقَالَ ع يَا قَنْبَرُ امْضِ وَ قُلْ يَا جلندى بْنَ كِرْكِرَ أَيْنَ الْمَخَاضُ قَالَ فَمَضَى قَنْبَرٌ وَ قَالَ يَا جلندى بْنَ كِرْكِرَ أَيْنَ الْمَخَاضُ فَكَلَّمَهُ وَاحِدٌ وَ قَالَ وَيْلَكُمْ مَنْ عَرَفَ اسْمِي وَ اسْمَ أَبِي وَ أَنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ قَدْ صِرْتُ تُرَاباً وَ قَدْ بَقِيَ قِحْفُ رَأْسِي عَظْماً نَخِرَةً رَمِيماً وَ لِي ثَلَاثَةُ آلَافِ سَنَةٍ مَا يُعْلَمُ أَيْنَ الْمَخَاضُ فَهُوَ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْمَخَاضِ مِنِّي وَيْلَكُمْ مَا أَعْمَى قُلُوبَكُمْ وَ أَضْعَفَ يَقِينَكُمْ وَيْلَكُمْ امْضُوا إِلَيْهِ وَ اتَّبِعُوهُ فَأَيْنَ خَاضَ خُوضُوا مَعَهُ فَإِنَّهُ أَشْرَفُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَاعْتَبِرْ أَيُّهَا الْمُعْتَبِرُ وَ انْظُرْ بِعَيْنِ الْيَقِينِ إِلَى هَذِهِ الْمُعْجِزَاتِ وَ الْفَضَائِلِ الَّتِي مَا جُمِعَتْ فِي بَشَرٍ سَوَاءً.
وَ بِالْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَأْسُ الْيَهُودِ وَ رَأْسُ النَّصَارَى فَسَلَّمَا عَلَيْهِ وَ جَلَسَا فَقَالَ الْجَمَاعَةُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ يَا مَوْلَانَا اسْأَلْهُمْ حَتَّى نَنْظُرَ مَا يَعْلَمُونَ فَقَالَ لِرَأْسِ الْيَهُودِ يَا أَخَا الْيَهُودِ قَالَ لَبَّيْكَ يَا عَلِيُّ ع قَالَ عَلَى كَمْ انْقَسَمَتْ أُمَّةُ نَبِيِّكُمْ قَالَ هُوَ عِنْدِي فِي كِتَابٍ مَكْتُوبٌ فَقَالَ ع قَاتَلَ اللَّهُ قَوْماً أَنْتَ زَعِيمُهُمْ يُسْأَلُ عَنْ أَمْرِ دِينِهِ فَيَقُولُ هُوَ عِنْدِي فِي كِتَابٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ النَّصَارَى وَ قَالَ لَهُ كَمِ انْقَسَمَتْ أُمَّةُ نَبِيِّكُمْ قَالَ عَلَى كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ ع لَوْ قُلْتَ مَا قُلْتَ مِثْلَ مَا قَالَ صَاحِبُكَ لَكَانَ خَيْراً لَكَ مِنْ أَنْ تَقُولَ وَ تُخْطِئَ وَ لَا تَعْلَمَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا أَعْلَمُ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ مِنْ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ وَ أَعْلَمُ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِقُرْآنِهِمْ فَأَنَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى كَمْ انْقَسَمَتِ الْأُمَمُ أَخْبَرَنِي بِهِ حَبِيبِي وَ قُرَّةُ عَيْنِي رَسُولُ اللَّهِ ص حَيْثُ قَالَ افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فَفِي