نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 302
فإن قال إنه لم يجر في تلك الحالة ذكر الصورة و لا ما يقتضي
أن يكون أراد تشبيهه به فيها بالإضافة التي ذكرها فكيف يجوز حمل كلامه ع على ذلك.
قيل له و كذلك لم يجر في
تلك الحال للإمامة ذكر فتكون إضافته إلى نفسه بالذكر دليلا على أنه أراد تشبيهه به
فيها على أن لكلامه ع معنى معقولا و لا يذهب عنه منصف و ذلك أن محمدا لما حمل
الراية ثم صبر حتى كشف أهل البصرة فأبان من شجاعته و بأسه و نجدته ما كان مستورا
سر بذلك أمير المؤمنين ع فأحب أن يعظمه و يمدحه على فعله- فقال له أنت ابني حقا.
يريد به أنك شبيهي في
الشجاعة و البأس و النجدة و قد قيل إن من أشبه أباه فما ظلم و قيل إن من نعمة الله
على العبد أن يشبه أباه ليصح نسبه.
فكان الغرض المفهوم من
قول أمير المؤمنين ع التشبيه لمحمد به في الشجاعة و الشهادة له بطيب المولد و
القطع على طهارته و المدحة له بما تضمنه الذكر من إضافته و لم يجر للإمامة ذكر و
لا كان هناك سبب يقتضي حمل الكلام على معناها و لا تأويله على فائدة يقتضيها و إذا
كان الأمر على ما وصفناه سقطت شبهتهم في هذا الباب.
فإن كان إضافة محمد رضي
الله تعالى عنه بقوله أنت ابني حقا يدل على نصه عليه فإضافته الحسن و الحسين ع إلى
رسول الله ص يدل على أنه قد نص على نبوتهما إذ كان الذي أضافهما إليه نبيا و رسولا
و إماما فإن لم يجب ذلك بهذه الإضافة لم يجب بتلك ما ادعوه و هذا بين لمن تأمله.
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 302