responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 9  صفحه : 173

الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: من زل فليتب [1] ومن أخطأ فليتب ولا يتمادى في الهلكة، إن من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق، فأنا أول من اتعظ، أستغفر الله عما فعلت، و أتوب إليه، فمثلي نزع وتاب، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليروني رأيهم، فوالله لئن ردني إلى الحق عبد لأستنن بسنة العبد، ولأذلن ذل العبد، ولأكونن كالمرقوق إن ملك مصر، وإن عتق شكر، وما عن الله مذهب إلا إليه، فلا يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إلي، لئن أبت يميني لتتابعني شمالي .

قال: فرق الناس له يومئذ وبكى من بكى منهم وقام إليه سعيد بن يزيد فقال: يا أمير المؤمنين ! ليس بواصل لك من ليس معك، الله الله في نفسك، فاتمم على ما قلت فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان وسعيدا [2] ونفرا من بني أمية ولم يكونوا شهدوا الخطبة فلما جلس قال مروان: يا أمير المؤمنين ! أتكلم أم أصمت ؟ فقالت نائلة ابنة الفرافصة امرأة عثمان الكلبية: لا بل اصمت فإنهم والله قاتلوه ومؤتموه، إنه قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها .

فأقبل عليها مروان فقال: ما أنت وذاك ؟ فوالله لقد مات أبوك وما يحسن يتوضأ .

فقالت له: مهلا يا مروان ! عن ذكر الآباء تخبر عن أبي وهو غائب تكذب عليه، وأن أباك لا يستطيع أن يدفع عنه، أما والله لولا أنه عمه و وأنه يناله غمه أخبرتك عنه ما لن أكذب عليه .

قال: فأعرض عنها مروان ثم قال: يا أمير المؤمنين ! أتكلم أم أصمت ؟ قال: بل تكلم .

فقال مروان: بأبي أنت وأمي والله لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممنع منيع فكنت أول من رضي بها وأعان عليها لكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين، وخلف السيل الزبى، وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل، والله لإقامة على خطيئة تستغفر الله منها أجمل من توبة تخوف عليها، وإنك إن شئت تقربت بالتوبة ولم تقرر بالخطيئة وقد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس .

فقال عثمان: فاخرج إليهم فكلمهم فإني أستحي أن أكلمهم، قال: فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضا فقال: ما شأنكم قد اجتمعتم ؟ كأنكم قد جئتم لنهب، شاهت الوجوه، كل إنسان آخذ بأذن صاحبه إلا من أريد [3] جئتم


[1] كذا في تاريخ الطبري والصحيح ما مر في رواية البلاذري: من زل فلينب .

[2] هو سعيد بن العاص .

[3] كذا في تاريخ الطبري وفي الكامل: شاهت الوجوه إلى من أريد .

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 9  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست