تالـي كتـاب الله أكـرم مـن تلا * وأجـل مـن للمصطفى الهادي تل
زوج البـتول أخ الـرسول مطلق * الدنيا وقـاليهـا بنـيران الـقـل
رجـل تسـربل بالعـفاف وحبذا * رجـل بأثـواب العفاف تسربل
تلقـاه يـوم السلم غـيثا مسبلا * وتـراه يـوم الحـرب ليثا مشبل
ذو الـراحة اليمنى التي حسناتها * مـدت على كيوان باعا أطـول[1]
والمعجـزات الـباهرات النيرات * المشـرقات المعذرات لمـن غل
منها رجوع الشمس بعد غروبه[2] * نـبأ تصيـر له البصائر ذهّل
ولسيـره فـوق البساط فضيلة[3] * أوصافها تعـيي الفصيح المقول
وخـطاب أهل الكهف منقبة غلت * وعـلت فجاوزت السماك الأعزل
وصعـود غـارب أحمد فضل له * دون القـرابة والصحابة أفضل
هـذا الـذي حاز العلوم بأسرها * ما كـان منـها مجملا ومفصل
هـذا الـذي بصـلاته وصلاته * للـدين والـدنيا أتـم وأكـمل
هـذا الـذي بحـسامه وقناته * في خيـبر صعـب الفتوح تسهل
وأبـاد مرحب في النزال بضربة * ألقـت عـلى الكفار عبئا مثقل
وكتـائب الأحزاب صير عمروها * بدمائـه فـوق الـرمال مرمل
وتبـوك نـازل شوسها فأبادهم * ضربا بصـارم عـزمة لن يفلل
وبـه تـوسل آدم لمـا عصى * حتـى اجـتباه ربـنا وتقـبل
وبـه دعـا نـوح فسارت فلكه * والأرض بالطـوفان مفعمة مل
وبـه الخـليل دعا فأضحت ناره * بـردا وقـد أذكت حريقا مشعل
وبـه دعـا موسى تلقفت العصا * حـيات سحـر كـن قدما أحبل
وبـه دعا عيسى المسيح فأنطق * الميـت الدفين به وقام من البل
[1] كيوان: زحل تحيط به منطقة نيرة يضرب به المثل في العلو والبعد. الباع: قدر مد اليدين .
[2] مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث ص 126 - 141 ط 2 .
[3] أخرجها الثعلبي والفقيه المغازلي والقزويني عن ابن عباس وأنس بن مالك وستأتي بلفظها في محلها إنشاء الله تعالى.