قال ابن هشام: تركنا منها بيتين أقذع فيهما. قال الأميني: حذف ابن هشام منها ثلاثة أبيات لا تخفى على أي أحد غايته الوحيدة فيه، وإن الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره. ألا وهي :
ومـا ذاك إلا سؤدد خـصنا به * إلـه العباد واصطفانا له الفخر
وليـد أبـوه كان عبدا لجدنا * إلى علجة زرقاء جال بها السحر
يريد به الوليد بن المغيرة وكان من المستهزئين بالنبي الأعظم ومن الذين مشوا إلى أبي طالب (عليه السلام)في أمر النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) وقد نزل فيه قوله تعالى: ذرني ومن خلقت وحيد[3] وكان يسمى: الوحيد. في قومه .
ثم قام أبو طالب - حين رأى قريش يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والقيام دونه فاجتمعوا إليه و قاموا معه، وأجابوه ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون .
فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه وحدبهم عليه، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم، ومكانه منهم، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره، فقال :
[1] يرس له ذكر: يذكر ذكرا خفيفا. رسّ الحديث: حدث به في خفاء.
[2] شفر. أحد. يقال: ما بالدار شفر، أي ما بها أحد .
[3] الروض الأنف 1: 173، تفسير البيضاوي 2: 562، الكشاف 3: 230، تاريخ ابن كثير 4: 443، تفسير الخازن 4: 345.
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 7 صفحه : 361