نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 7 صفحه : 120
رسول الله مصيبا لأن الله كان يريه، وإنما هو منا الظن والتكلف[1] .
ثم ما المسوغ لمن سد فراغ النبي وأشغل منصته أن يسأل الناس عن السنة الشريفة ، ويأخذها ممن هو خليفة عليه ؟ ولماذا خالف سيرته هذه لما سئل عن الأب والكلالة و ترك سؤال الصحابة واستشارتهم فأفتى برأيه ما أفتى وقال بحريته ما قال .
وفيما اتفق لأبي بكر من القضايا غير ما مر مع قلته غنية وكفاية في عرفان مبلغ علمه وإليك منها :
- 1
رأي الخليفة في الجدة
عن قبيصة بن ذؤيب قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله عن ميراثها فقال لها أبو بكر: ما لك في كتاب الله شئ وما علمت لك في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعطاها السدس.
فقال أبو بكر: هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه. الحديث[2] .
فانظر إلى ما عزب عنه علم الخليفة في مسألة تكثر بها البلوى ويطرد الحكم فيها، حتى اضطرته الحاجة إلى الركون إلى رواية مثل المغيرة أزنى ثقيف وأكذب الأمة[3] وكان من تغييره للسنة ولعبه بها أنه صلى صلاة العيد يوم عرفة مخافة أن يعزل سنة أربعين[4] وكان ينال من أمير المؤمنين (عليه السلام)كلما رقى صهوة المنبر[5] .
- 2
رأي الخليفة في الجدتين
عن القاسم بن محمد أنه قال: أتت الجدتان إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
[1] كتاب العلم لأبي عمر 2: 134، وفي مختصره ص 185، أعلام الموقعين ص 19 .
[2] موطأ مالك 1 ص 335، سنن الدارمي 2 ص 359، سنن أبي داود 2 ص 17، سنن ابن ماجة 3 ص 163، مسند أحمد 4 ص 224، سنن البيهقي 6 ص 234، بداية المجتهد 2 ص 344 ، مصابيح السنة 2 ص 22 .