responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 42

لو صح عندي له اعتقاد * مـا دنت ربي بمـا يدين

وكان مذهبه في الاعتزال مذهب القدرية الذين يقولون بالاختيار وينزهون الله عن عقاب المجبر على ما يفعل، وذلك واضح من قوله يخاطب العباس بن القاشي و يناشده صلة المذهب :

إن لا يكـن بيـننا قـربى فآصرة * للـدين يقـطع فـيها الـوالد الولد

مقالة العـدل والتوحـيد تجمعـنـا * دون المضـاهين من ثنى ومن جحد

وبين مستطـرفي غـي مـرافقة * ترعى فكيف اللذان استطرفا فارشد

كن عند أخلاقك الزهر التي جعـلت * عـليك مـوقوفة مقصـورة أبـد

ما عذر (معتزلي) مـوسر منعـت * كفاه معـتزلياً مقـترا صـفدا ؟ !

أيـزعم القـدر المحتوم أثبطه ؟ ! * إن قـال ذاك فـقد حـل الذي عقد

أم ليس مستأهلا جدواه صـاحبه ؟ ! * أنى ؟ ! وما جار عن قـصد ولا عند

أم ليس يمكنـه مـا يرتضيه له ؟ ! * يكفي أخا من أخ ميسور مـا وجد

لا عـذر فيمـا يريني الرأي أعلمه * للمـرء مثـلك ألا يـأتي السـدد

فواضح من كلامه هذا أنه (معتزلي) وأنه من أهل العدل والتوحيد وهو الاسم الذي تسمى به القدرية لأنهم ينسبون العدل إلى الله فلا يقولون بعقوبة العبد على ذنب قضى له وسبق إليه، ولأنهم يوحدون الله فيقولون :

إن القرآن من خلقه و ليس قديما مضاهيا له في صفتي الوجود والقدم، وقد اختاروا لأنفسهم هذا الاسم ليردوا به على الذين سموهم القدرية ورووا فيهم الحديث (القدرية مجوس هذه الأمة) فهم يقولون : ما نحن بالقدرية لأن الذين يعتقدون القدر أولى بأن ينسبوا إليه، إنما نحن من أهل العدل والتوحيد لأننا ننزه الله عن الظلم وعن الشريك.

وواضح كذلك من كلامه أنه يعتقد حرية الانسان فيما يأتي من خير وشر، ويحتج على زميله بهذه الحجة فيقول له : لم لا تثيبني ؟ ! إن قلت : إن القدر يمنعك ؟ ! فقد حللت ما اعتقدت من اختيار الانسان في أفعاله، وإن قلت : إنك لا تريد ؟ ! فقد ظلمت الصداقة وأخللت بالمروءة. وله عدا هذا أبيات صريحة في اعتقاد (الاختيار) وخلق الانسان لأفعاله كقوله :

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست