responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 261

لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل

هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله وإلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله، ثم من أغلط ما انتهك، و أعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع موقعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة اجتراء على الله، وكفرا بدينه، وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته، واستهانة بحرمته، فكأنما يقتل به وبأهل بيته قوما من كفار أهل الترك والديلم، لا يخاف من الله نقمة، ولا يرقب منه سطوة، فبتر الله عمره، واجتث أصله وفرعه، وسلبه ما تحت يده، وأعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه بمعصيته.. إلخ.

راجع تأريخ الطبري 11 ص 358 وقبل هذه كلها ما مر ص 257 من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أن أول من يبدل سنته رجل من بني أمية، ولا يزال الأمر معتدلا قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له : يزيد.

وإلى مثل هذه كان يرمي كل من ينقم بيعة يزيد، فخلافة مثله وهو على هذه الحالة خطر عظيم على الدين والمسلمين من شتى النواحي :

1 - فقوم تتضعضع ضمايرهم عن الدين لما تمركز في الأدمغة من أن الخليفة يجب أن يكون مسانخا لمن يتخلف عنه، والناشئة الذين لم يدركوا عصر النبوة و لم يكهربهم التعاليم الصحيحة في العصور المظلمة، تخالجهم هذه الشبهة بأسرع ما يكون، فيحسبون أن قداسة النبي الأعظم كانت ملوثة (العياذ بالله) بأمثال هذه الأدناس من دون علم بأن الرجل خليفة أبيه لا خليفة رسول الله، وإنما سنمه ذلك العرش المطامع والشره من جانب، والتخويف والارهاب من جانب.

2 - قوم يروقهم اقتصاص أثر الخليفة في تهتكه لميل النفوس إلى الاستهتار ورفض القيود تارة، ومن جهة حب التشبه بالعظماء والساسة طورا، (والناس على دين مليكهم) والناس إذا استهوتهم الشهوات لا يقفون على حد، فتكثر فيهم الموبقات، وتشيع الفواحش، فمن فجور إلى مثله، ومن فاحشة إلى أخرى، فلا يمر يسير من

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 3  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست