ثم قال : إن نساء خزاعة لو قدرت على أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت [3] ومر بعبد الله بن بديل وهو بآخر رمق من حياته الأسود بن طهمان الخزاعي فقال له : عز علي والله مصرعك أما والله لو شهدتك لآسيتك ولدافعت عنك، ولو رأيت الذي أشعرك لأحببت أن لا أزايله ولا يزايلني حتى أقتله أو يلحقني بك .
ثم نزل إليه فقال : رحمك الله يا عبد الله ؟ إن كان جارك ليأمن بوائقك، وإن كنت لمن الذاكرين الله كثيرا، أوصني رحمك الله .
قال : أوصيك بتقوى الله وأن تناصح أمير المؤمنين وتقاتل معه حتى يظهر الحق أو تلحق بالله، وأبلغ أمير المؤمنين عني السلام وقل له : قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك، فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب .
ثم لم يلبث أن مات فأقبل الأسود إلى علي (عليه السلام)فأخبره فقال : (رحمه الله) جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في المماة .
[4] وينم عن عظمة عبد الله بن بديل بين الصحابة العلوية قول ابن عدي بن حاتم (رضوان الله عليه) يوم صفين :
أبعـد عمار وبعـد هـاشم * وابـن بـديل فارس الملاحم
نرجوا البقاء مثل حلم الحالم * وقـد عضضنا أمس بالاباهم
[1] هو حاتم الطائي من قصيدة في ديوانه ص 121 ولم يرو فيه البيت الثالث .