responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 2  صفحه : 365

فألقى عمامته على وجهه وترحم عليه وكان له من قبل أخا وصديقا، فقال معاوية : إكشف عن وجهه .

فقال : لا والله لا يمثل به وفي روح فقال معاوية : إكشف عن وجهه فإنا لا نمثل به قد وهبناه لك .

فكشف ابن عامر عن وجهه فقال معاوية : هذا كبش القوم ورب الكعبة أللهم اظفرني بالأشتر النخعي والأشعث الكندي والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر[1]:

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمـرت عن ساقها الحرب شمر

ويحـمي إذا مـا المـوت كان لقاؤه * قـدى السيـر يحمي الأنف أن يتأخر

كليـث هـزبر كـان يحـمي ذماره * رمتـه المنـايا قـصدها فتقطرا [2]

ثم قال : إن نساء خزاعة لو قدرت على أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت [3] ومر بعبد الله بن بديل وهو بآخر رمق من حياته الأسود بن طهمان الخزاعي فقال له : عز علي والله مصرعك أما والله لو شهدتك لآسيتك ولدافعت عنك، ولو رأيت الذي أشعرك لأحببت أن لا أزايله ولا يزايلني حتى أقتله أو يلحقني بك .

ثم نزل إليه فقال : رحمك الله يا عبد الله ؟ إن كان جارك ليأمن بوائقك، وإن كنت لمن الذاكرين الله كثيرا، أوصني رحمك الله .

قال : أوصيك بتقوى الله وأن تناصح أمير المؤمنين وتقاتل معه حتى يظهر الحق أو تلحق بالله، وأبلغ أمير المؤمنين عني السلام وقل له : قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك، فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب .

ثم لم يلبث أن مات فأقبل الأسود إلى علي (عليه السلام)فأخبره فقال : (رحمه الله) جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في المماة .

[4] وينم عن عظمة عبد الله بن بديل بين الصحابة العلوية قول ابن عدي بن حاتم (رضوان الله عليه) يوم صفين :

أبعـد عمار وبعـد هـاشم * وابـن بـديل فارس الملاحم

نرجوا البقاء مثل حلم الحالم * وقـد عضضنا أمس بالاباهم


[1] هو حاتم الطائي من قصيدة في ديوانه ص 121 ولم يرو فيه البيت الثالث .

[2] تقطر : سقط صريعا .

[3] كتاب صفين لابن مزاحم ص 126، شرح النهج لابن أبي الحديد 1 ص 486 .

[4] كتاب صفين لابن مزاحم ص 243 ط ايران و 520 ط مصر، شرح ابن أبي الحديد 2 ص 299 .

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 2  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست