responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 2  صفحه : 364

كانوا هم وأخوهم عثمان من فرسان مولانا أمير المؤمنين الشهداء في صفين [1] وأخوهم الخامس : نافع بن بديل استشهد على عهد النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) ورثاه ابن رواحة بقوله :

رحـم الله بـن بـديـل * رحـمة المبتغي ثواب الجهاد

صـابرا صادق الحديث إذا ما * أكثر القوم قال قول السداد[2]

فحسب هذا البيت شرفا أن فيه خمسة شهداء وهم بعين الله ومع ابن عم رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) وكان عبد الله من متقدمي الشجعان، والمتبرز في الفروسية، والمحتلي بأعلى مراتب الإيمان، وعده الزهري من دهاة العرب الخمسة كما في الإصابة 2 ص 281 قال له أمير المؤمنين يوم صفين : احمل على القوم .

فحمل عليهم بمن معه من أهل الميمنة وعليه يومئذ سيفان ودرعان فجعل يضرب بسيفه قدما ويقول :

لم يـبق غـير الصبر والتوكل * والترس والرمح وسيف مصقل

ثـم التمشي في الرعيل الأول * مشي الجمال في حياض المنهل

فلم يزل يحمل حتى انتهى إلى معاوية والذين بايعوه إلى الموت فأمرهم أن يصمدوا لعبد الله بن بديل وبعث إلى حبيب بن مسلمة الفهري وهو في الميسرة أن يحمل عليه بجميع من معه .

واختلط الناس واضطرم الفيلقان ميمنة أهل العراق وميسرة أهل الشام وأقبل عبد الله بن بديل يضرب الناس بسيفه قدما حتى أزال معاوية عن موقفه وجعل ينادي : يا ثارات عثمان ؟ وإنما يعني أخا له قتل، وظن معاوية وأصحابه أنه يعني : عثمان بن عفان .

وتراجع معاوية عن مكانه القهقرى كثيرا وأرسل إلى حبيب بن مسلمة مرة ثانية وثالثة يستنجده ويستصرخه ويحمل حبيب حملة شديدة بميسرة معاوية على ميمنة العراق فكشفها حتى لم يبق مع ابن بديل إلا نحو مائة إنسان من القراء فاستند بعضهم إلى بعض يحمون أنفسهم ولج ابن بديل في الناس وصمم على قتل معاوية وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوه حتى انتهى إليه ومع معاوية عبد الله بن عامر واقفا فنادى معاوية بالناس : ويلكم الصخر والحجارة .

حتى أثخنوه فسقط فأقبلوا عليه بسيوفهم فقتلوه، وجاء معاوية وعبد الله بن عامر حتى وقفا عليه فأما عبد الله بن عامر


[1] صفين لابن مزاحم ص 126، خصال الصدوق، شرح النهج 1 ص 486 . الإصابة 3 ص 371.

[2] الإصابة 3 ص 543 .

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 2  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست