أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال له علي الرضا : هات قل .
فأنشأ يقول :
ذكـرت محـل الربع من عـرفات * فأجـريت دمـع العـين بالعـبرات
وفـل عرى صبري وهاجت صبابتي * رسـوم ديـار أقـفـرت وعـرات
مـدارس آيـات خـلـت من تلاوة * ومهبـط وحـي مقـفـر العرصات
لآل رسـول الله بالخـيـف من منى * وبالبـيت والتعـريف والجـمـرات
ديـار عـلي والحـسين وجعـفر * وحـمزة والسجـاد ذو الثـفـنات
ديـار لعـبد الله والفضـل صنـوه * نجـي رسـول الله فـي الخـلوات
منـازل كـانت للصـلاة وللتـقى * وللصـوم والتطهـير والحـسنات
منـازل جـبريل الأميـن يـحـلها * مـن الله بالتعـليم والـرحـمـات
منـازل وحـي الله معـدن عـلمه * سبيل رشـاد واضـح الطـرقـات
قفا نسأل الدار التـي خـف أهـلها * مـتى عهـدها بالـصوم والصلوات
وأين الأولـى شطت بهم غربة النوى * فـأمسين فـي الأقطار مفترقات ؟ !
أحـب قـضاء الله مـن أجل حبهم * وأهجـر فيهـم أسـرتي وثقـاتي
هـم أهل ميراث النـبي إذا انتـموا * وهـم خـير سـادات وخـير حماة
مطاعـيم فـي الاعسار في كل مشهد * لقـد شـرفوا بالفضـل والبركات
أئمـة عـدل يقـتدى بفـعالـهـم * وتـؤمن منـهم زلـة العـثرات
فـيا رب زد قـلبي هـدى وبصـيرة * وزد حبـهم يـا رب فـي حسناتي
لقد آمنت نفسي بهم فـي حـياتـها * وإنـي لأرجـو الأمن بعـد وفاتي
ألـم تـراني مـذ ثلاثين حـجـة * أروح وأغـدو دائم الحسرات ؟ !
أرى فيـئهم فـي غـيرهم متقسما * وأيديهم مـن فيـئهم صـفـرات
إذا وتـروا مـدوا إلـى أهل وترهم * أكـفا عـن الأوتـار منـقبـضات
وآل رسـول الله نحـف جـسومهم * وآل زيـاد أغـلظ الـقـصـرات
سأبكيهـم مـا ذر فـي الأفق شارق * ونـادى منـادي الخـير بالصلوات
ومـا طلـعت شمس وحان غروبها * وبالليـل أبـكيـهم وبالغـدوات