فهنـاك إمـا مـوتة أرجو بها * أجـر الشهادة فـي ثـناء جاري
أو أنـني أحـظى بنـيل المـبتغى * مـن آل حـرب مـدركا أوتاري
وأخـوض في الأوساط منهم ضاربا * ثبج العـدى بالمقـضـب البـتار
ولأثكلـن أرامـلا فـي فـتـية * نشـئوا عـلى الالحاد في استهتار
ومشيخـة قـد أورثـوا كل الخنا * والعـار أجـرية مـن الـكـفار
لكن على ما في من مضض الجوى * إذ لـم أكن أحـمي هـناك ذماري
لم تعـدني تـلك المـواقف كلها * إذ أن ما فعـلوا بهـا مخـتاري
فلقـد رضـيت بمـا أراقوا من دم * فيهـا لكـل مـذمـم كـفـار
ولأشفـيـن النفـس منهم في غد * عـند اشتـباك الجحفـل الموار
يـوم ابـن طه عـاقد لبـنـوده * وجـنوده تلـتاح فـي إعـصـار
تشـوي الـوجوه لظى به نزاعة * لشـوى الكـماة بأنـصل وشـفار
فهنـالك الظفر المريح جوى الحشا * من رازح فـي كـربـه بـأسـار
ويتـم فيه القصد من عصب الولا * لبـني الهـدى كـالسيد المـختار
يا أيـها الـندب المؤجج عزمه * وأميـن آل المصـطفى الأطـهار
يا نجعة الخطب الملـم وآفـة * الكـرب المهم ونـدحـة الأوزار
لا غـرو إن جهلت علاك عصابة * فالقـوم فـي شغـل عن الإبصار
فلقد بزغـت ذكـا وهل يزرى بها * إن تعش عـنها نـظرة الإبصار؟!
لك حيث مرتبع الفخـار مبـائة * ولمن قـلاك مـزلة الإغـرار
ومبـوء لك فـي جوار محـمد * ومـلاذ عـترته حـماة الجـار
فلئن رمـوك بمحـفظ من إفكهم * فالطـود لا يلـوى بعـصف الذاري
أو يجحدوك مناقـبا مـأثـورة * مشكـورة فـي الـورد والاصدار
فلك الحقيـقة والـوقيعة لم تزل * عن قدس مجـدك فـي شفـير هار
فتهـن محتبـيا بسؤددك الذي * تزور عـنه جـلبـة المـهـذار
خـذها إليـك قـصيدة منضودة * مـن جوهـر أو مـن سبـيك نضار
لـم يحـكها نجم السماء لأنها * بزغـت بـشارقة مـن الأقـمـار