نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 11 صفحه : 60
ومن حديث أبي موسى مرفوعا : أصبح إبليس بث جنوده فيقول : من أخذل اليوم مسلما ألبسه التاج .
فيجئ هذا فيقول : لم أزل به حتى طلق امرأته .
فيقول : أوشك أن يتزوج .
ويجئ هذا فيقول : لم أزل به حتى عق والديه .
فيقول : يوشك أن يبرهما ويجئ هذا فيقول : لم أزل به حتى أشرك .
فيقول : أنت أنت ويجئ هذا فيقول : لم أزل به حتى قتل فيقول : أنت أنت ويلبسه التاج .
ومن حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما .
وفي لفظ أحمد : من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله تبارك وتعالى عليه الجنة لم يشم ريحها .
إلى أحاديث جمة أخرى أخرجها الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد وجمع شطرا منها الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 3 : 120 - 123 .
ما أحوج معاوية مع هذه كلها إلى نصح ضرائب عائشة في هذه الموبقة الكبيرة و هي نفسها لم تكترث لسفك دماء آلاف مؤلفة ممن حسبتهم أبنائها على حد قول الشاعر :
جاءت مع الأشقين في هودج * تزجي إلـى البصرة أجناده
كأنـها في فعـلها هـرة * تـريد أن تـأكل أولاده
نعم : مضى حجر (سلام الله عليه) إلى ربه سجيح الوجه، وضئ الجبين، حميدا سعيدا مظلوما مهتضما، مضرجا بدمه، مصفدا بقيود الظلم والجور، خاتما حياته الحميدة بالصلاة، قائلا : لا تطلقوا عني حديدا، ولا تغسلوا عني دما، وادفنوني في ثيابي فإني مخاصم . وفي لفظ : فإنا نلتقي معاوية على الجادة [1]. وأبقت تلك الموبقة على معاوية خزي الأبد، وعد الحسن من أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة : قلته حجرا، وقال : ويلا له من حجر و أصحاب حجر [2] .
ونحن على يقين من أن الله تعالى سيأخذ ابن آكلة الأكباد بما خطته يده
[1] مستدرك الحاكم 3 : 469، 470، الاستيعاب 1 : 135، كامل ابن الأثير 4 : 210، أسد الغابة 1 : 386، الإصابة 1 : 315 .
[2] مرح تمام حديث الحسن في ص 225 من الجزء العاشر .
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 11 صفحه : 60