نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 11 صفحه : 294
يزل بها إلى أن دعي فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف (رحمه الله تعالى) ، وله شعر يدل على علو محله، وإبلاغه هدي القول إلى محله، فمنه قوله متغزلا :
يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا * من بعد ما في سويد القلب قد نزلوا !
جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب * فليت شعري إلى من في الهوى عدلوا ؟
وأطلقوا عبرتي من بعد بعدهم * والعين أجفانها بالسهد قد كحلو
يا من تعذب من تسويفهم كبدي * ما آن يوما لقطع الحبل أن تصلوا ؟
جادوا على غيرنا بالوصل متصلا * وفي الزمان علينا مرة بخلو
كيف السبيل إلى من في هواه مضى * عمري وما صدني عن ذكره شغل ؟
واحيرتي ضاع ما أوليت من زمن * إذ خاب في وصل من أهواهم الأمل
في أي شرع دماء العاشقين غدت * هدرى وليس لهم نار إذا قتلوا ؟
يا للرجال من البيض الرشاق أما * كفاهم ما الذي بالناس قد فعلوا ؟
من منصفي من غزال ما له شغل * عني ولا عاقني عن حبه عمل ؟
نصبت أشراك صيدي في مراتعه * الصيد فني ولي في طرقه حيل
فصاح بي صائح : خفض عليك فقد * صادوا الغزال الذي تبغيه يا رجل !
فصرت كالواله الساهي وفارقني * عقلي وضاقت علي الأرض والسبل
وقلت : بالله قل لي : أين سار به * من صاده ؟ علهم في السير ما عجلو
فقال لي : كيف تلقاهم وقد رحلوا * من وقتهم واستجدت سيرها الإبل ؟
وقوله مادحا بعض الأمراء وهي من غرر كلامه :
لك الفخر بالعليا لك السعد راتب * لك العز والاقبال والنصر غالب
لك المجد والاجلال والجود والعطا * لك الفضل والنعما لك الشكر واجب
سموت على هام المجرة رفعة * ودارت على قطبي علاك الكواكب
فيا رتبة لو شئت أن تبلغ السهى * بها أقبلت طوعا إليك المطالب
بلغت العلا والمجد طفلا ويافعا * ولا عجب فالشبل في المهد كاسب
سموت على قب السراحين صائلا * فكلت بكفيك القنا والقواضب
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 11 صفحه : 294