نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 33
والشره ، فركضوا إلى البيعة ضابحين يقدمهم عبد الله فبايعه بعد أبيه وكتب إليه ببيعته ، ونصب عينه الناهض الكريم ، والفادي الأقدس ، الحسين السبط (سلام الله عليه) المتحلي بآصرة النبوة ، وشرف الإمامة ، وعلم الشريعة ، وخلق الأنبياء ، والفضائل المرموقة ، سيد شباب أهل الجنة أجمعين ، وقد حنت إليه القلوب ، وارتمت إليه الأفئدة فرحين بكسر رتاج الجور ، ورافضين لمن بعده .
لكن الرجل لم يتأثر بكل هذه ولم يرها خلافا ، ونبذ وصية نبيه الكريم وراء ظهره ولم يعبأ بقوله (صلى اللّٰه عليه و آله) إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها: كربلا .
فمن شهد ذلك منكم فلينصره [1] نعم: نصر ذلك المظلوم قرة عين رسول (صلى اللّٰه عليه و آله) بتقرير بيعة يزيد .
وحسبانها بيعة صحيحة ، كان ينهى عن نكثها عند مرتجع الوفد المدني من الشام وقد شاهدوا منه البوائق والموبقات معتقدين خروجه عن حدود الاسلام قائلين: إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين ، يشرب الخمر ، ويعزف بالطنابير ، ويضرب عنده القيان ، ويلعب بالكلاب ، ويسامر الحراب والفتيان ، وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه.
فتابعهم الناس [2] وقال ابن فليح: إن أبا عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته ، فلما قدم المدينة قام إلى جنب المنبر وكان مرضيا صالحا فقال: ألم أحب ؟ ألم أكرم ؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة سكرا . فأجمع الناس على خلعه بالمدينة [3] .
وكان مسور بن مخرمة الصحابي ممن وفد إلى يزيد ، فلما قدم شهد عليه بالفسق وشرب الخمر فكتب إلى يزيد بذلك فكتب إلى عامله يأمره أن يضرب مسورا الحد فقال أبو حرة:
أيشـربها صحباء كالمسك ريحها * أبو خالد والحد يضرب مسور[4]
قد جبههم ابن عمر بما جاء هو عن رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) كما فصلناه في الجزء السابع