نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 327
وإنه هو معاوية نفسه ، فما كان يسع الإمام (عليه السلام)والحالة هذه إلا قتال هذا الطاغية أو يفئ إلى أمر الله .
فكرة معاوية لها قِدم
إن رأي معاوية في خلافة الإمام (عليه السلام)لم يكن وليد يومه ولا بنت ليلته ، وإنما كان مناوئا منذ فرق بينهما الاسلام ، وقتل في يوم واحد أخوه وجده وخاله بسيف علي (عليه السلام)، فلم يزل يلهج ويهملج في تفخيذ الناس عنه (صلوات الله عليه) من يوم قتل عثمان ، بعث رجلا من بني عميس وكتب معه كتابا إلى الزبير بن العوام ، وفيه: بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان . سلام عليك .
أما بعد: فإني قد بايعت لك أهل الشام ، فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الحلب [1] فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليهما ابن أبي طالب ، فإنه لا شيئ بعد هذين المصرين ، قد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك ، فأظهر الطلب بدم عثمان ، وادعوا الناس إلى ذلك ، وليكن منكما الجد والتشمير ، أظفركما الله ، وخذل مناوئكما .
فسر الزبير بهذا الكتاب ، وأعلم به طلحة ، ولم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية ، وأجمعا عند ذلك على خلاف علي (عليه السلام). شرح ابن أبي الحديد 1: 77 .
قال الأميني: انظر إلى دين الرجل وورعه يستسيغ أن يخاطب الزبير بإمرة المؤمنين لمحض حسبانه أنه بايع له أجلاف أهل الشام ، ولا يقول بها لأمير المؤمنين حقا علي (عليه السلام)وقد تمت له بيعة المسلمين جمعاء وفي مقدمهم الزبير نفسه وطلحة بن عبيد الله الذي حاباه معاوية ولاية العهد بعد صاحبه ، فغرهما على نكث البيعة فذاقا وبال أمرهما ، وكان عاقبتهما خسرا .
وأنت ترى أن الطلب بدم عثمان قنطرة النزاع في الملك ، ووسيلة النيل إلى الأماني من الخلافة الباطلة ، أوحاه معاوية إلى الرجلين ، وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم .