نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 293
ولفيفه هم الفئة الباغية بنص النبي الأعظم - وهو يندد بمن يحسب أنه تردى بهما . نعم: حن قدح ليس منها .
هل الباغي هو من خرج على إمام زمانه يناضله وينازله ؟ أو إن إمام الوقت - المعصوم بنص الكتاب - هو الباغي ؟ " والعياذ بالله " وإن كان القوم أعداؤه وهو عدو لهم فهم أعداء الله وأعداء رسوله بغير واحد من النصوص النبوية ، وقد شملتهم دعوة صاحب الرسالة المتواترة " وعاد من عاداه ، واخذل من خذله " .
نظرة فيما تشبث به معاوية في قتال علي ((عليه السلام))
الثاني من الأمرين اللذين تشبث بهما ابن آكلة الأكباد في تثبيط الملأ عن نصرة الإمام (عليه السلام)وتأليبهم إلى قتاله: إن عنده ثار عثمان وعليه ترته ، وللحاكم في هذه القضية أن ينظر أولا إلى أن معاوية نفسه لم يشهد وقعة عثمان حتى يبصر المباشر لقتله ، وإنما تثبط عن نصرته بل كان يحبذ قتله طمعا في أن ينال الملك [1] بعده بحججه التافهة .
وثانيا إلى أن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) كان غائبا عن المدينة المنورة عند وقوع الواقعة [2] فكيف تصح مباشرته لقتل أو قتال ؟ ! أو كان ساكنا في عقر داره بالمدينة لا له ولا عليه .
وثالثا إلى شهادات الزور المتولدة من دسائس ابن حرب ترمي أبرأ الناس من ذلك الدم المراق ، بإيعاز من ابن النابغة ذلك العامل الوحيد في قتل عثمان ، وقد سمعت عقيرته أذن الدنيا: أنا أبو عبد الله قتلته وأنا بوادي السباع [3].
قال الجرجاني: لما بات عمرو عند معاوية وأصبح أعطاه مصر طعمة له ، وكتب له بها كتابا وقال: ما ترى ؟ قال: امض الرأي الأول .
فبعث مالك بن هبيرة الكندي في طلب محمد بن أبي حذيفة فأدركه فقتله ، وبعث إلى قيصر بالهدايا فوادعه .
ثم قال: ما ترى في علي ؟ قال: أرى فيه خيرا ، أتاك في هذه البيعة خير أهل العراق ، ومن عند خير الناس في أنفس الناس ، ودعواك أهل الشام إلى رد هذه البيعة خطر شديد ، ورأس
[1] راجع ما أسلفناه في الجزء التاسع ص 150 - 153 ط 1 .