نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 286
رمت إفساد أمره ، وقعدت في بيتك ، واستغويت عصابة من الناس حتى تأخروا عن بيعته ، ثم كرهت خلافة عمر وحسدته ، واستطالت مدته وسررت بقتله ، وأظهرت الشماتة بمصابه ، حتى إنك حاولت قتل ولده لأنه قتل قاتل أبيه ، ثم لم تكن أشد منك حسدا لابن عمك عثمان .. إلخ .
وقوله في كتاب له إليه (عليه السلام): أما بعد: فإنا كنا نحن وإياكم يدا جامعة ، وألفة أليفة ، حتى طمعت يا بن أبي طالب ! فتغيرت وأصبحت تعد نفسك قويا على من عاداك بطغام أهل الحجاز ، وأوباش أهل العراق ، وحمقى الفسطاط ، وغوغاء السواد ، وأيم الله لينجلين عنك حمقاها ، ولينقشعن عنك غوغاؤها انقشاع السحاب عن السماء .
قتلت عثمان بن عفان ، ورقيت سلما أطلعك الله عليه مطلع سوء ، عليك لا لك وقتلت الزبير وطلحة ، وشردت أمك عائشة ، ونزلت بين المصرين فمنيت وتمنيت ، وخيل لك أن الدنيا فد سخرت لك بخيلها ورجلها ، وإنما تعرف أمنيتك ، لو قد زرتك في المهاجرين من الشام بقية الاسلام ، فيحيطون بك من ورائك ، ثم يقضي الله علمه فيك ، والسلام على أولياء الله [1] .
فأي أحد من غوغاء الناس ومن جهلة الأمة يحسب في صاحب هذه الكلمات المخزية نزعة دينية ؟ أو حياءا وانقباضا في النفس ولو قيد شعرة ؟ أو بخوعا إلى كتاب الله وهو يطهر أهل البيت وعلي سيد العترة ، ويراه نفس النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) وقرن ولايته بولاية الله وولاية رسوله وطاعته بطاعتهما ؟ ! نعم: هكذا فليكن رضيع ثدي هند ، وربيب حجر حمامة ، والناشئ تحت راية البغاء ، ووليد بيت أمية ، وثمرة تلك الشجرة الملعونة في القرآن ، هكذا يسرف معاوية في القول ، ويجازف مفرطا فيه ، وما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد ، وهو سرف الفؤاد لا يعبأ بما تلقته الأمة بالقبول من قول نبيها في علي (عليه السلام): أنت الصديق الأكبر ، أنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب الدين .
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .
[1] توجد هذه الكتب على تفصيلها في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 41 ، 412 ، 448 ، و ج 4: 50 ، 51 ، 201 ، وهي مبثوثة في جمهرة الرسائل 1 ص 398 - 483 .
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 286