و نحن شيعتهم و هم أشفق بنا من كل أحد و لم يتركوا شيئا من أبواب الخير و
الشر إلا بينوه لنا صلوات اللَّه عليهم أجمعين لؤلؤة الواجب أفضل من الندب إلا في
مواضع يسيرة كالإبراء من الدين على المعسر فإنه مستحب و إمهاله واجب و الإبراء
أفضل و إعادة المنفرد مع الجماعة مستحبة و هي أفضل من الأولى الواجبة و السلام
واجب و الابتداء به مستحب و قالوا: إنه أفضل من الرد و نحو ذلك و هو قليل ثم
الواجب على قسمين موسع و مضيق فالموسع يجوز للإنسان أن يفعل المستحبات و إن كان في
ذمته واجبات موسعة كقضاء الصلاة فإنه واجب موسع و النوافل سنة فيجوز فعلها لمن في
ذمته قضاء و لكن الأولى الاشتغال بالقضاء الواجب و لو قضى مع كل فريضته بقدر ما
لها من النوافل حصل له ثواب النوافل و خرج من عهدة قضاء الواجب فيكون قد أجزأ عن
الوظيفتين النفل و القضاء كما نقل عن بعض المتأخرين و هو وجيه و له نظائر صرح بها
العلماء و كرم اللَّه سبحانه و تعالى أوسع من ذلك و لا يضره كون ركعات القضاء أكثر
من النوافل أو أقل فيثاب بقدر ما فعل و أما الواجب المضيق فلا يجوز لمن في ذمته
واجب مضيق الاشتغال بالمستحبات و لا الواجبات الموسعة فإن أخر فعل الواجب المضيق و
لو بفعل مستحب أو واجب موسع أو مباح كان آثما و لم يكن ذلك مقبولا بل يكون من الَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً