و من طرائف أمورهم بعد
هذا كله أنهم يسمون أنفسهم أهل السنة و الجماعة و قد اختلفوا بينهم أشد اختلاف و
كفر بعضهم بعضا و عملوا في شريعتهم بما أحدثوه من الآراء و القياسات و قد تقدم بعض
ذلك فيما سلف من الروايات مع أنني رأيت في كتبهم ما يدل على هذا الاسم و سببه.
فمن ذلك ما ذكره ابن بطة
في كتابه المعروف بالإبانة أنه قال الحجاج سمى السنة الجماعة و كانت سنة أربعين
لأن كان الاجتماع على معاوية.
و من ذلك ما
ذكره الكرابيسي و هو
من أهل الظاهر فقال إنما سمى هذا الاسم يزيد بن معاوية لما دخل عليه رأس الحسين
ع و كان كل من دخل من ذلك الباب سمي سنيا.
و من ذلك ما ذكره الشيخ
العسكري في كتاب الزواجر و هو من علماء السنة قال إن معاوية سمى ذلك العام عام
السنة و من ذلك ما
ذكر ابن عبد ربه في
كتاب العقد قال لما صالح الحسن معاوية سمي ذلك العام عام الجماعة[3].
قال عبد المحمود مؤلف
هذا الكتاب إن كان هذا أصل تسميتهم فبئس الأصل و هو غاية الجهل و إن كان لدعواهم
أنهم ملتزمون بسنة نبيهم