فأخرجها

و هي التي تمناها أمير المؤمنين ع لما توفي عمر فوقف به و هو مسجى بثوبه و قال ما أحب أن ألقى الله تعالى إلا بصحيفة هذا المسجى.

قال حذيفة فلما فرغوا من ذلك أتوا رسول الله ص و هو في المسجد فجلسوا معه فالتفت رسول الله ص إلى أبي عبيدة و قال بخ بخ لك يا با عبيدة من مثلك و قد أصبحت أمين قوم من هذه الأمة على باطلهم ثم قرأ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ‌ و لقد أصبح نفر من أصحابي ما هم في فعلهم دون مشركي قريش لما كتبوا صحيفتهم و علقوها في الكعبة و لو لا أن الله أمرني بالإعراض عنهم لأمر هو بالغه لقدمتهم و ضربت أعناقهم قال حذيفة فو الله لقد رأيت هؤلاء النفر قد استقبلتهم الرعدة فلم يملك أحد منهم نفسه و لم يخف على كل من حضر مع رسول الله ص من المهاجرين و الأنصار أن رسول الله ص يذمهم.

انتهى‌

[في بيان معنى قول الشاعر الشيعي: غلط الأمين فجارها عن حيدر]

و مما ينبغي أن ينبه عليه أن أبا عبيدة هو الذي جادل و خاصم مع علي ع في أمر الخلافة عند إحضارهم له عندهم بعد بيعة السقيفة ليأخذوا منه البيعة أيضا كما هو المذكور المشهور في التواريخ المعتبرة من كتب أهل السنة و الجماعة و لهذا قال شاعر أهل البيت ع مشيرا إلى الخائن أبي عبيدة الذي سماه القوم أمينا. شعر

و قد ذهب ذلك على السيد الشريف الجرجاني في شرح المواقف فزعم أن هذا البيت من شعر الغلاة و أن المراد من الأمين جبرئيل ع و أن ضمير جازها راجع إلى النبوة فافهم‌

[سبب نزول قوله تعالى سأل سائل الخ و هلاك الحارث بن نعمان‌]

و الذي يزيد أيضا حالما بيناه و تثبيتا لما نقلناه أنه قد ترشح عن بعضهم‌