و عددا فمن أوضح الأكاذيب كما سمعت آنفا كيف و قد أجمع جميع طوائف قريش الذين كانوا يبغضون عليا ع للثارات الجاهلية على خلافة أبي بكر كما صرح به ع فيما نقلناه سابقا

من قوله في بعض شكاياته اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي و كفئوا أنائي و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري.

فكيف لا يكون ع عنهم في خوف و حذر مع أن أصحابه من بني هاشم و غيرهم كانوا بالنسبة إليه مبغضين كما نقل عن النبي ص في أوائل الخاتمة التي عقدها لبيان ما أخبر به مما حصل على آله من البلاء و القتل‌

من قوله ص‌ إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلا و تشريدا و إن أشد أقوام لنا بغضا بنو أمية و بنو المغيرة و بنو المخزوم.

فهؤلاء الطالبون لثاراتهم عنه ع اتفقوا على منع علي ع عن الخلافة و هجموا على استخلاف أبي بكر رغما له ع و لهذا ذكر أيضا في الفتوح و غيره أن في حرب صفين كان من قريش مع علي ع خمسة نفر و هم محمد بن أبي بكر ربيبه ع و جعد بن هبيرة المخزومي ابن أخته ع و أبو الربيع بن أبي العاص بن ربيعة الذي كان أبوه أبو العاص سلفه و محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ابن أخت معاوية بن أبي سفيان و هاشم بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنهم و كان مع معاوية ثلاث عشرة قبيلة من قريش مع أهلهم و عيالهم و لا يخفى على الفطن اللبيب أن إجماعهم و اجتماعهم على باطل معاوية في الأواخر دليل على جواز إجماعهم على باطل أبي بكر و أخويه في الأوائل‌

[في تعاقد الشيخين و أبي عبيدة و سالم على انتزاع الخلافة عن علي ع‌]

و توضيح المقال و الكشف عن سريرة الحال ما رواه بعض السلف عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال حدثني بريدة الأسلمي أنه لما قمنا من مكاننا في غدير خم نريد مضاربنا سمعت رجلا يقول لصاحبه ما رأيت اليوم ما فعل بابن عمه لو قدر أن يصيره نبيا بعده لفعل فقال له صاحبه اسكت لو فقدنا محمدا ص لم نر